recent
أخبار ساخنة

أعراضٌ جانبيةٌ/ حيدر غراس

أعراضٌ جانبيةٌ
.......١
منذ أن تناولتُ قصيدتَك، وأنا أعاني من أعراضٍ جانبيةٍ:
أقفُ حتى الصَّباحِ على رجِلٍ واحدةٍ
أصرخُ شوقاً وأدّعي أنّها اعراضٌ الزائدةِ
آكُلُ المثَّلجَ في عزِّ البردِ
أسبحُ بالمياهِ الباردةِ
لم تجدِ تعاويذُ العرّافاتِ
دعواتُ الوالدةِ
لم أُدركْ ان لقصيدتِك اظافرَ طويلةً كفيلةً لتخرمشَ ظهرَ المعاني
وتتركُ آثارَها الداميةَ على عنقِ الجريدةِ. 

قصيدتُك تسرقُ نصفَ الّليلِ،
تخبئ ُالنصفَ الأخرَ تحتَ الوسائدَ الحائرةِ
تصرُّ أن ترتديَ ثوبَها الأرزقَ كلّما ادركتْ أنِّي مصابٌ بدوارِ الشعرِ وقلائدَ النصوصِ الفاخرةِ
ماعدتُ افتقدُ البدرَ في الليلةِ الظلماءِ، قصيدتُك تولَّت دورَ النجومِ الساهرةِ
.. ٢
لقصيدتِك آعراضٌ عديدةٌ
هكذا يُخبرني الوهجُ المسوسُ بخبالِ الضمَّةِ النافرةِ أعلى الصدرِ
آسفٌ. السطرِ 
للكسرِ حوافٌ تتركني أُجرِّرُ الوسنَ من عين القافيةِ لأسقطَ صريعَ الفتحةِ بين شطري القصدِ والقصيدِ
مزجاةٌ تلك الهوامشُ بوابلِ الدفقِ الخبولِ
للشَّكِّ بين اللوازمَ ضروراتٌ قزحيةٌ هكذا تُخربني قصيدتُك وتروح تندسُّ بين أغطيةِ المجازِ
تاركةً خلفَها دفقَ المفرداتِ بصخبٍ مريبٍ.
... ٣
قصيدتُك التي تمَّ إلقاءُ القبضِ عليها من أحدِ(الحُسّادِ) كانت تسرقُ مصروفي اليومي من سكاكرَ الدهشةِ
تفلِّسُ لبَّ الحبِّ
ترمي القشورَ بوجهِ الورقِ المنقرشِ
تهشُّ فراشاتِ النُّورِ لتحرقَ أجنحةً ملونةً تُعيدني لفراري الوقتِ وقهقةِ الطينِ
عند سواقي شطِّ العربِ
تُحصي ندباتِ (حبِّ شباب) ندبةً ندنةً
تكرِّرُ المواءَ بصوتٍ رفيعٍ يعلو نقراتِ المطارقَ عند سوقِ الصفافيرِ في جمع ِالقصائدَ النافرةِ. 
ياتُرى أين سأكَون في قصيدتِك القادمةِ؟
القادمةُ ليستْ بالضرورةِ الأفضلَ رغمَ تجلياتِ الصوفيين وحذلقةِ المتقوّلين من أصحابِ (الواحدةِ)
.... 

حيدر غراس.
google-playkhamsatmostaqltradent