.
صرتُ غريباً
لا أكتب شيئاً عن الأحلام
تلك المرصوفة بالنجوم وزغب الأماني
صرتُ غريباً
لا تعرف رائحة عنقي مرمى الخطأ والصواب
لا أحدث أحداً عن الخطر الذي سيداهم النهر في الغد
ولم تعد يدي النبوءة التي حلقت في سمائها الطيور
أو تلك التي غفت بجوار شجرتِها المصابيح
هذا أنا
اللحظة الموسومة بالسكوت
الغارق بالنظر إلى شحوب غيوم المدن
والنذور التي لا تكف أجنحتها عن الصراخ
أعلم الكثير عنكَ يا الله
وعن شدو الملامح وهي تصدح في سماء الغنيمة وأسباب الخلود
حيث الخسائر حفنة رمل
مجرد حفنة رمل
هنا قرب رأسي الموغل بطين النسيان
وهناك
هناك حيث أنت وحدكَ من يرى الظمأ
ويرى الهاوية التي تتوسط نصف المسافة بين القلب والعين
صرتُ وحيداً مثل أيل أعمى
ومثل الوقت الذي يُغرق اليتامى بالحزن
دون الرجوع إلى القمر
بشيء من الرحيق
أو المطر
هذا الباب الذي لا يؤصد خلف الهزيع
هزيع الأيام
ولا يكون آخر المديح
آخر لحظة من الجميع وهم ينزلون لقاع التشاور دون قمصان
دون أمل
ينزلون وتحت ضرس كل واحد منهم شتاء قديم
المكيدة يا الله كبيرة
تعلم هذا جيداً
وتعلم أن الموت يراود عظامي في الليل
كأي آخر لا يجد ليومه مفتاح الصبر
لا يجد ما يؤنس ندبة في نهاية الروح
حيث لا شيء من صلصال حلمي تحت اليد
يدي
ولا شيء من التمائم خلف جريان الغبار
جريان النظرات لأبعد سهو
أبعد ما يمكن حصاده
قبل أن ألفظ الحياة
هذه الغيمة الزهرية التي تنمو خارج الاِنتباه
مثلما تنمو سوسنة في الحلق
_______