بعيداًعن موت المؤلف/الشاعر
سيرة تعني التخلي عن الانانية ،والذهاب حيث الانثى ،هكذا يشتغل الكواز حين يمارس نوعاًمن الحياة متخذا من الكتابة قنطرة للعبور حيث يشكل الطرف الثاني من المعادلة الحياتية،،ومن الشعرية فعلاً. كيميائياًيمكنه من اداء نوعاً مما ينتمي الى التضحية مع البقاء على قيد الحياة ،
جبار الكواز ذات التجربة الكتابية التي تنتمي الى السبعينيات من القرن الماضي وان لم يكن ضمن مجموعة الشعراء السبعينيين الذين اعلنت عنهم مجلة الكلمة في عددها الخاص تحت عنوان شعراء ما بعد الستينيات،،—مجلة الكلمة، العدد الخامس، السنة السادسة،ايلول 1974،الشعراء الاربعة والعشرين ،الذين كان اولهم القاص الذي كان شاعراً-فرج ياسين ،وآخرهم حمزة صالح—
هذا الكائن الشعري الذي كان وما زال مصراً على الدخول ال، الحياة من خلال الكتابة المنتمية الى الجملة الأولى حيث مازالت الفعل النثري متمتعاً بالكثير مما لم تتلمسه أو تفيده مساعي الخطباء والمتكلمين وحتى شعراء القصيدة العمودية او قصيدة التفعيلة وصولاً. الى قصيدة النثر ،
البعض من شعراء -الكلمة- قاوم عبر الصمت او الهجرة او الانسحاب ،او يلجأ الى الفعل التدريسي من خلال الدرس الجامعي الذي تمكن من الحد من طموحاتهم الكتابية في صناعة القصيدة التي تعتمد قدرات الفعل النثري على تجاوز المعاجم والقواميس وامتلاك حقولاًتجريبية تشكل المغامرة جانباًمنها ،
جبار الكواز ،و بفعل ما لديه من افعال معرفية وقصيدة في الكتابة تمكن من ان يمتلك العصا التي يهش بها على غنم الكتابة وان يقف وسط التجربة من غير ان يصمت او يهاجر او يذهب الى الفعل الجامعي ،حيث الابتعاد عن الصراعات ،التي اعتمدها الواقع الحياتي ما بين الواقع السياسي او الحزبي او الايديولوجي عبر انتمآت الشعراء الى سلطات ما قبل 2003، حيث احساس معظم الشعراء بفشل الكثير من تجاربهم ،والاحساس بالخيبة من عدم قدرة الفكر القومي من انجاز طموحاتهم ،وان الفكر الشمولي الذي تتبناه السلطة انذاك وانتماء معظم الشعراء السبعينيين حزبياً فكرياً وأيديولوجيًا او مسايرة الواقع و ركوب القطار الذي تقودك فكرة الحزب القائد ،
تشتت أولئك الشعراء ما بين لهجرة والصمت والركون الى الاحساس بالخيبة افرغ الساحة الشعرية من اصواتهم ،
وسط هكذا فضاء ادبي /شعري واصل جبار الكواز مشواره و تجربته الشعرية في صناعة قصيدة النثر ،عبر التأكيد على ضرورة توفير ملامح شعرية تختلف عما ترك وراءه واقع الادب والشعر ما قبل 2003,
جبار الكواز رغم انتمائه السابق شعراً وفكراًالّا انه ما لديه من الشجاعة ما وفر له واقعاً حياتيا بعيداًعن الخيبة والفشل ،الاحساس بعبثية الكتابة ،وان التجربة الكتابية السابقة قد استنزفت امكاناته ،في التخلي عن الماضي الذي ينتمي في الكثير من تفاصيله الى خباثة ورداءة وسوء تفكير القيادات الشعرية والفكرية،
شجاعة كالتي يتمتع بها الشاعر جبار الكواز والتي افتقر لتأثيراته الكثير من شعراء القادسية وام المعارك ،شعراء المناصب الوظيفية ،هذه الشجاعة التي وفرت لروح الشاعر ان يمتلك زمام الكتابة و مواصلة الظهور ،
هذه الشجاعة التي صاحبته خلال عمر المتغيرات حيت تم سقوط حكومة و دولة وفكر و ممارسات و صعود حكومات ودولة وافكار وقيادات مختلقة ،
وسط هكذا متغيرات استطاع جبار الكواز ان يعلن عن تجاربه الشعريه بعيداًعن الايدلوجية ،بعيدا عن تأثيرات الواقع الفكري الذي اعلن عن عدم قدرته على ممارسة الفعل الابداعي ،من غير سلطة تعتمد القمع والتسلط ،وسلطة حكومة العائلة،
هل كان للتاريخ الجغرافي لبابل ،جغرافية وبشرية،دور فيما حدث للشاعر من اختلاف ، هل كان للمستور من الافكار التي تنتمي المناهضة السلطة انذاك تأثير و اسناد لما تشكل بعد التغيير ،،هل لإنقلاب فكري واخلاقي ومجتمعي وعائلي دور في تشكيل الشاعر وفق صيغة حياتية وشعرية مختلفة،و رغم تعدد احتمالات ظهور المتغيرات الّا أن جبار الكواز كان يعلن عن نفسه وتجربته بعيدا عن مصادرة الافكار او معاداة الاختلاف بل كان من مصادر الكتابة التي تعتمد الاختلاف مصدراً مهماً للكتابة،