شفيفُ الرُّوحِ
غضبةُ لحظةٍ لم تُبقِ ولم تَذَرْ
أشعلتْ مكامنَ الحَذرِ
فاحترقَ كلُّ الهيامِ
بسمةٌ ما فارقتْ شفاهنا
تُشعِلُ الحنينَ الغافي بين الأهدابِ
وتنطفيءُ نظرةٌ أحسبُها مناراتٍ
فوقَ أديمِ البحارِ
بريقُها يُضيءُ لأشرِعَتي التائهةِ الدرب
ريحٌ تُنذِرُ بعُتوِّ الخِصام
فُرقَةٌ أرختْ سدولَها الحالكة
التحفتْ منَّا سُباتَ الإدراك
غابَ تحت طياتِها حَرُّ الغرام
كيف نُحيي ما ماتَ؟
واليأسُ مُطبِقٌ على الأنفاس
كيف نُنقذُ جميلَ الذكريات؟
وسكّينُ الهجرِ نحرَ آخرَ الممرات
كيفَ نهَبُ الدفءَ لصقيعِ المشاعر؟
ربما خيوطُ الشمسِ صباحاً تشفقُ
تُرى يرجعُ حباً قد ماتَ؟
يا شفيفَ الرُّوحِ
مزِّقْ دفاترَ الملامِ
امحِ قسوةً توَّلدتْ عنداً وكبرياء
فالغيرةُ بعرفِ الهوى عِناقُ مُستهامٍ
نارٌ تُذيبُ الصَّقيع
يهطلُ رذاذاً من كثيفِ ضبابٍ
أو كعطرٍ تاهَ بالمدى
عبقُه يُمطرُنا زخاتٍ وزخات
يا حبيباً يسكُنُني
تعالَ ننسى ،نبني قصرَنا المنيفَ
همساتُ حبٍّ أوَّلُ الَّلبِنات
نشاكسُ قلوبَنا
نصُبُّ فيها لذيذَ البسمات
فقط تعالَ
واتركْ لي رسمَ خرائطَ الوجدِ واللهفات
لأُعيدَ صرحاً للهوى، به كلُّ المعجزات
بأوَّلِ عناقٍ وآخرَ دمعة
يذوي ذيّاك الخصام
وندفنُ بالنسيانِ تلك الهفوات
نداء