......... ١
من اعلى التل
(زيزي، ناري، داري)
وانا اقبع على تلتي منذ اول طبعة (لخلدونية الحصري) حتى اللحظة
اكتب اليك رسالتي، ليتها تصلك وانت ترتعش بعد اسباغك الوضوء
خلدون الحبيب
اسف لقولي لم تعد لي مساحة كافية من الانتظار، فقد ملت قدماي من الوقوف
وبلوعة الأباء اصحاب الأكف الخالية وشهقة السنابل حين مواسم الحصاد، وصبر الجمال من امثالي وبرجاء الحصري عند كل سطوع
اترجاك ان تقرأ رسالتي الأخيرة
أتعلم بح صوتي من الثغاء، ليتني اجيد العواء كذئاب ترتدي بدلا انيقة وليتني اتقن فن المواء قرب مواقد الجمر الفاخرة
لكن آنى للجمال هذا الثراء
خلدوني الحبيب كما اظن هكذا بابا يناديك
استميحك لخشونة لغتي،
لغة الجمال القاسية كشوك البراري وحسك السعدان
وإن عدهم اهل الصحراء اسياد اللغة كما دون في كتب التأريخ
خلدوني الحبيب
ادعو اباك ان يمزق خلدونيته فقد اخبرتني الرياح ان الابناء ماعادوا يقرؤون الأوراق استعاضوا عنها بدفاتر الكترونية واقلام غاب الرصاص من بطونها
ليحتل بطون السلاح لينام في ارحامها الولادة بألف سفاح كل يوم
مذ دهر ونيف لم تمر بي العير محملة بحنطة سمراء،
تعبرني القوافل صيف شتاء وهي محملة بأصناف العلب المجمدة
ماعدت اصلح للكراء فذوات الدفع الرباعي تسيدت المشهد وتركت (للتكاتك) شرف الظهور
ماعدت أنجو ياخلدون من هبوب العواصف، أكلت الشمس متن سنامي لتشرب منها الغرابيب السوداء،
ماعاد لي ذلك القلب الذي يتحمل هزار العصافير وهي تنقر وبري لتترك ذروقها يرصع خدي
سلملي على سلوى أخبرها للأن لم يطو ردائي وأن الجلابيب لاتصلح كل حين في مواسم العزاء
في الختام
إلى متى أبقى هنا
هل حقاً حتى مطلع الفجرِ؟
مرعى.. يرعى.. الراعي
بقى البعير على التلِ؟
....... ٢
رسائل المطر
غيمة حبلى
لا أكف لأطرق الأبواب، لا أنامل اتكتك بها زجاج النوافذ مع هذا وذاك أبعث خطابي إليك ايتها الأرض العقيم
أنت هناك عند انخفاضك تعالجين الملح
وانا هنا في عليائي أغازل الماء
بعد الشوق والتوق وودق الهطول
ومحبات بحجم ثغورك الكبيرة
أهديك قبلاتي على شكل قطرات قطرات
في البدء دعكِ من اليوت من (الأرض اليباب) من ابن خلدون ومدينته الفاضلة
الفاصلة بن الشهقة والشهقة موت
الموت أرض لايطأها المطر، لا مطر بلا غيمة حبلى بالنطف
هل جف ضرعك أم مني السماء ماعاد يقوى على الوصول لمبياضك ؟
لست في صدد السؤال، المقام أشد وقعاً من المقال
هل تعلمين كم تؤلمني الشمس بخجلها كلما لاذت تختبئ خلف أسراب غيومي السوداء
أحاول جاهدة أن أغزل من خيوطها سلماً للوصول إليك وليتي تحمل بريدي ، تكن ساعياً وان لم تكن بقبعة زرقاء
كم مددت يدي إليك ليتي أحفل بشيء، متى كان للغيم غير دمع البكاء؟
يوم أخبرني كثاف البحر أن النساء يقتلها البرد على تربتك الحمراء وأن الخيام على الحدود تكدس على أوتادها الغبار،
حيث الصغار يلوكون أصابعهم الزرقاء
لست بالسياسة من شيء ولم أجلس خلف مكاتب البوتو قراط
هكذا هي السماء توزع حصصها علينا كمديرة مدرسة ابتدائية خبرت حصص التموين وفاتها قطار الاشتراكية العتيق
سأرطن إليك بلوعة شاعر قصيدة نثر لم يدعى يوماً لمأدبة تقاسم شحمها نقاد ادعياء وتركوا فتيات
الحروف على منصة سوداء ليتكِ تدركين رطانتي؟
هل حقاً كما يشاع هنا أن بناتك ماعدن يحفلن بالربيع
وأن الملح ينز من جراحك يقاسم الصديد؟
.........
حيدر غراس/العراق
*القراءة الخلدونية
كتاب القراءة لطلاب الصف الاول
تأليف ساطع الحصري
سميت بالخلدونية تيمناً بأبنه خلدون.