لا يَتَبُعُني ظِلي
أنا تَتَبِعني الفِكرة
كُلّما لامَسَتْ قَدَمايّ مَمَراً
تَهْمِسُ الأبَواب فِي أذْنيّ الجُدْرَان
مَرَتْ مِنْ هُنَا مُعْجِزة
فواحةٌ مبْسَمها السِنْدِيانْ بِغابِة النُفُوس
رَأسُها التَواضع بنفحة غارْدِيِنيَا
وعَيْنَاها السَلام بمقر الوجه العتيق
ومَرْسى الحِكْمة فِي ثَغْرها يَغُوص
حتى أرْسَتْ بِمِينَاء النَفْس طُمأنينة
كَتَيارٍ عَنِيد أحْتَضن غَرِيق
سوادُ عَيْنَيها عباءةُ ورِمْشُها مِجْدَافٌ لعَوَّام
مَجْرى البَلاغَةِ كَاحِلٌ مُنَمَقٌ حُر
كَطَأطَأة الحَنَاجِلُ يَفْرَح اللِسان
فبِعِزةِ الوَحِل أقدامها أثرٌ يحتضن أثرٍ
حُدُودُه مَفْتُول الخَصْر و الأضْلُعِ
و حِزَامَه مَلائِكة الإسْلام
مَا كُنْتُ أؤمِنْ بالصدفة بتًّا
حَتّى بَاحَتْ عَيْناك لِعْيني حُباً
مَجْنونُ الهوى كُلُّكَ مُغْرَمُ
أنا عند قَلٌبك نبرتي الخَفَقان
تتلعْثمُ رِئتايّ بِرائِحةِ بُنِ عيناك
فَتّشْهق نَظْرةُ المحبوبِ وَلَهاً
ولا تزفر غَيْر شَجِيّ الوردِ ونَفْحَةِ العُودِ مِسْكا
كَدَقةِ مآذِن المَساجِد يَدِقُ قَلْبِي
حَانَتْ صَلاة الحُب على مَنابِر العَاشِقِين
تَحْني رِكْبَتَيكَ و عقلك يملأُه عَيْنٌ و حَاجِب
وتسْجُد مُرَدِداً لَيْسَ هُنَاكَ مُحَال
في جُعْبَتي يَومٍ أحْارِبْ الهَمَ بِذِكْرَاه
أرْسِم الضَحْكَةَ على أدْرَاجِ الشِفة
فَيَبْتسِم العَقْلُ حَاكِماً فضاءِ مُتَيمَان
الأغْصَانُ لَنا شُهُود و الطَيَر مُوسِيقَى و ألْحَان
الغَزَالةُ تَرْقِصُ عَلى وَقْعِ الصَدى
تُصَفِق لها سنين الصبر قُرُوناً شَّعْثَاء
الأرْضُ تُهَلْهِل خُضْرَةً و أشْجَار
تْعَانِقها السماء بدموع الفرح
أرْوَاءُ حَقْل العَيُون بِمَاء الحُبِ حَلاوَة الأيَام