( كان صلاح فايق يشير لفتاة عند أقصى طاولة العرض )
في مدخل معرض الدار الوطنية للنشر والتوزيع والإعلان، حيث يعلوها فندق الأزهار، كان صلاح فايق يشير لفتاة عند اقصى الطاولة، لم تكن ملفتة للنظر، لا بد من خصوصية في الأمر،
قلت :ما من مغامرة ،أن صبحتها، أو مسيتها، وجه مألوف،
ربما إحدى منسياتي من النسوة، ربما حين استفزها،
تتذكر شخصا يشبهني، سادخل في العبارة، الجملة
نوع من الأمان،
لحظة اتقدم صوب قصيدة جان دمو، ربما اكتشف بعض ما يضمر من خمور، لم أكن سوى صانع خمر، واجيد معرفة الجيد منها، التفاح صديقي الأول، ومن ثم الخوخ والعنب، فليس بالأمر الصعب أن أضع اصبعي على خمرة، أو نبيذ لاشير أن الأصفر الذهبي هو القصيدة، والأحمر كالياقوت هو المخيلة حين تجلس أمام امرأة، ربما المرأة التي أشار إليها صلاح فايق من نسلها،
الدار الوطنية للكتاب حانة حلال شرابها، لا ندل سوى الزبائن، لا سقاة سوى كائن يتحدث عنه سارد.
الكأس ورقة،
البياض زينتها،
كل الكؤوس مفهرسة، سنتاكد من ذلك عند صفحة المحتويات،
الكتاب بضاعة، لا صبية وسط عتمة شفيفة،
عماذا كان يشير صديقي الشاعر،
كرسي خال، لا مائدة، قلت :لا بد من شاخص يدل اصابعي على زجاج الكلام، لا سوى أنفي قادر على ان يضع اشاراته على جسد الغائبة، امرأة مهما كان جسدها هو كتاب الغابة،
هل تعلم سيدتي أن ما تركت في العتمة لم يكن سوى غبار الضوء، ؟
هل كانت على علم حين ابقتني وحيدا، و انسلت إلى خارج بياض كتاب الشاعر ،؟
هل كانت تمتحن الشاعر أم تمتحن حاسة الشم ؟
سانتظر مجيء المساء، لن تغلق الدار أبوابها، ساتابع من يدخلها، ومن يشير الي بتحية،
علك تخطئين الدخول، ومعك رقم الإيداع وسنة الطبع، ودار النشر،
ربما سأتخذ من هيئة الحراس الليليين بردة، وادعي النعاس، ،ربما اظهر البلاهة،
هل هذا يكفي لاجعل من أحد الشعراء، أو النثراء انشوطة للإيقاع بامرأة ما،
لم يكن قد اتفق أي منا مع الآخر على صناعة الطريدة، لفعل كهذه لم تكن من ديدني،
ساصطحب جان دمو عند أول تباشير الفجر، سنترك الدار الوطنية للطباعة والنشر والتوزيع وراءها، ونغوص في الضوء، انا السكران وصديقي الصاحي،
ها هو بأخذ بيدي الى اول حانة،
ساقنعه بأن يدفع حسابي، ، ، ، انا ظله،
حميد حسن جعفر / واسط / 28 / 5 / 2018
