recent
أخبار ساخنة

( حميد حسن جعفر ) ( كانت تعاين ضوءا معتما يتقدم )

( حميد حسن جعفر )
 ( كانت تعاين ضوءا معتما يتقدم )

في الكوفي شوب النسوي، في الركن القصي، حيث العتمة مضيئة، جلست بكل طيشها، تنتظر محرر صفحة --تاء التأنيث المتحركة --
اتفقا عبر الجوال على أن يتشاورا في كل شيء، 
حين دخل المجاز إلى الفضاء المشوش بالموسيقى، استفهم عن طاولة محجوزة، أشارت النادلة إلى عتمة عند أقصى المسافة، 
لم تتوقع سوى أن يكون شيخا حكيما، 
النسوة قد يعجبهن بعض الطيش، والفوضى، وشيء من عدم الالتزام، 
العتمة تهاجم الطاولات ،
مخرج الصفحة يشير إلى وجود عطل في التصميم، 
صورة الممثلة --صوفيا لورين --لم تكن واضحة المعالم، المصمم يصر على أن تكون سواها موديل الصفحة، 
الايطاليون يهتمون بالبيتزا ولحم بعحين وهو مهووس بالازياء والعارضات، ليس من السهل أن يكون مقتنعا بالمتوفر، 
هكذا كان يؤكد على من يشاركه التحرير من الفتيات ،وهكذا كان يؤكد على رئاسة التحرير أن يكون الكادر نسويا، هل كان يخطط -- بما يسميه البعض --للخروج من المعركة مع الآخر سليما من الطعنات، 
كانت تعاين ضوءا معتما يتقدم نحو طاولة تحتضن جسدا، يرتكز على كوعي ذراعين لم يكونا مهملين ،
خواتم واساور فضية، وساعة، وشيء مما يشبه الوشم، واظافر متعددة الألوان، 
قال :هذا ما كان ينقصني، حياة ضاجة بالاستعراض، 
كان تمثال العتمة المحاط بالضوء يتقدم تاركا العاملة، والباب الزجاجي المضاء بالكامل، 
و ببطئ شديد يكشف عن بدلة سوداء مزينة بمنديل و وردة حمراوين، لا عكازة كما تصورت ،شيء شديد من ضراوة الحياة ،
لم يكن مسنا كما قيل لها، 
تقول :: لا أعتقد أن للعمر مقتبل واحد فقط، هذا شيخ في الأربعين، الحياة كأس يكرعها الإنسان على دفعات ، 
الجسد يقترب، و جسدها يزداد التصاقا بالكرسي، 
كتلة الضوء تزداد اتساعا ،إنه الحديث عن الصفحة العاشرة من جريدة أسبوعية تصدر بجهود شخصية، غير مدعومة من حكومة أو منظمة أو مؤسسة أو شركة نفط، أو زعيم كتلة، 
كان الشيخ مطمئنا بأن الغابة بحاجة إلى شيء من عدم الاطمئنان، وأن المرأة مهما تقدم بها العمر تظل مصدرا للارتباك، 
قال :تلك كائن يشبه صورة الصفحة المفترضة، ولكنها تختلف عن المقترح، 
جسد يملأ الكرسي بما لا يعلم، 
وجسد يخترق العتمة كعمود صحفي، 
هو يتذكر مقترحه حول ضرورة وجود فعل ترجمي، مع نص نسوي، ليس بالضرورة أن يكون هناك حضور لنزار قباني، ربما يستبدل بنص ل --ايمان الفحام --
كان الرجل مطمئنا، فما كان الإصدار تجريبيا 
ولن تكون المرأة تلك من غير تجربة حياتية، 
امرأة جالسة، و رجل واقف،وكاسان من --الاسكنجبيل --على سطح الطاولة، 
لا أحد في --الكوفي شوب --الخالية الا من تجربة في العمل الصحافي النسوي، 

حميد حسن جعفر / واسط / 30 / 5 / 2018
google-playkhamsatmostaqltradent