تباريح نهر
سَأجْرِي وأجْرِي،
إلى مَا شَاءَ مِنْ حُبٍّ
وحتَّى آخر العمرِ.
ولا أرتاحُ يا جرفيَّ،
إلَّا في شذى الزَّهْرِ.
فَلَمْ يَبْقَ مَنِ الوَقْتِ
سوى بَعْضٍ مَنِ النَّخْلِ
وليلٍ في شجى البدر.
فَمَا مَعْنَى تَجَافِيكَ.
ومَاْ مَعْنَى هَشِيمُ الرُّوحِ
في كسْرِي
سَألْتُ غَيْمَ انْصَارِي
من ينْصُرني في مَجْرَاي؟
فقال: الغَيْثُ آمَنَّا
بِرَبِّ الوَرْدِ والعِطْرِ
أتَرْضَى يا نَثِيثَ الغَيْثِ
بالهِجْرَانِ والصَّبْرِ؟
فَقَالَ: لا وأيم العِشْقِ
لا تَأرِيخَ للصبرِ
قلنا لِلْنَبِيذِ الثَّر،
أتَرْقِص يا أسَى الرُّمَان؟
أتَشْرَب قَهْوَةَ النهرِ؟
تَكَوَّفْ فَوقَ حِرْمَانِي
فإنَّ الوَقْتَ سيافٌ
وإنَّ الموتَ في الهَجْرِ
أنَا أدْعُوكَ في دِينِي
نبيُّ العِشْقِ يَدْعُونِي
ولي مِنْ رَعْشَةِ النَّبْضِ
آياتٌ مِنِ الذِّكْرِ
وَكَمْ أسْرِيْتُ لِلْوَرْدِ
شِفَاهِي قابَ قوسينِ
وأدْنَى مِنْ لَظَى الشَّذْرِ
تأبَّطْ سِفْرِنا واقْرَأْ
حَرِيْقَ الآيَةِ الأُولَى
مواعيدَ مِنِ التُّفَاحِ
واللِيمُونِ والعَصْرِ
تأمَّلْ سُورَةَ التَّكْوِينِ
وافْتَحْ ما رَوَى السِّفْرِ
أسْرَ النَّظْرَةِ الأُولى
رَحِيقَ القُبْلَةِ الأولى
دَبِيبَ الرُّوحِ إذْ يَسْرِي
بَيْنَ الضُّوءِ والدَّم
اشْتِعَالاً فِيْ نَوى الصَّدْرِ
انْسِحَاقَ الذَّاتِ بالذَّاتِ
وَشِيشِي في سَوَاقِيكَ
انْبِهَارُ الوَرْقَةِ البَيضَاءِ بالحِبْرِ
وأنَّاتُكَ التي نثرتْ
بِذُورًا في مَسَامَاتي
كَمَا الإعْجَاز،
في نصٍّ مِنِ الشِّعْرِ
إنْسِكَابُك مِنَ لُمَى الأعْنَابِ
في رِيقِي،
أسْرَارٌ مِنِ الخَمْرِ
اجْرِ في شَرَايِينِي
ما لاحَ على النَّهْدَينِ من فَجْرِ
سأجري
فيك يا روحي
وحتَّى آخرَ العُمْرِ.
بسيم عبدالواحد/العراق