نحنُ الذين عبّئنا حصّالة العمر باكرا يا الله...
لا نملك شيئا ً سوي أيدينا الفارغة التي
تتضرّع اليك صباحا ً مساء..
ولهذا كلما بكينا التفّ حولنا الجميع ، جميع أولئك
الذين لا يدركون طعم حيواتنا ،فقط يستوقفهم
منظر الدمع في اعيننا الجميلة جدّاً...
ولذلك كلما ذرفنا دمعة
شوّهنا وجوهنا، حتي تصبح ممزّقة مثل اثمال
اليتامي،
ولاّنا مصابون دائما ً بعطب في خاصرة قلوبنا
نحاول أن لانلتصقُ كشمعة في عكّازة الأيام،
وان لا نطيل النّظر في الحلوي البعيدة علي
الأرفف والطّائرات الورقيّة العالية.
نحن الشعراء يا الله لا نملك شيئا ً سوي
النّظر ،النّظر طويلا ً الي عبادك وكتابة القصائد
التي تصبح مثل قنابل عنقودية في جيب الأيام
ولهذا نحاول دائما ً تحسس وصايا امّهاتنا
القديمة قبل أن يُلقين بنا في فم هذا العالم
المتوحّش الذي لا يكفّ عن قرص أجسادنا
الصّغيرة اللّذجة.
نحن أبناء الماء المُتعبون كثيرا ً من حمل
انفسنا علي أكتاف الآخرين؛ ولهذا نحاول دائما ً
ان لا نتحرّك مخافة أن ننزلقُ الي الهاوية
فدائماً مانظلّ ممسكين بأيدينا داخل غرفنا
الباردة مثل ثلاّجات الموتي ؛ وبدون شهادة
وفاة نقيم يومياً سرادق العزاءت علي انفسنا
ونصلّي كثيرا ً عليها وإليك...
فهبنا صبراً قليلاً قليلا ً يا الله لندعوك أكثر
لنحمدك لنري فيه أن هذا العالم جميل جدّاً
ولا يلجُ القرف في البيوتات الصغيرة التي
شيّ
دناها علي ناصية أحلامنا الغائبة.