(رسِالة الِى جيلان)
جاء الصباحُ
و قَبرُكِ في الوَسط الغَربي
يوازي كُل النجوم
في السماءُ ؛
ثمَة فراشة
فقدت جناحَيها
دفَعتها رياحُ الحُزن
الى الموتِ بالبُكاء ؛
عيناكِ و الجدائلُ و سُر
الابتِسامة .
ولِدت في صفحَة
سوداء ؛
(جيلان) انتِ القَمرُ الغائبُ
و عُتمة الليل
تستَجدي من قداستكِ
بعض الضياءُ ؛
كُلنا مُذنبون بموتكِ
الصغارُ و الكبارُ
الشيوخُ و الاطفالُ
و النساءُ ؛
كُلُنا نفتقدُك يا جيلان
الامُهات الثكالى
و الاخَوات و الاخوان
و الاصدِقاءُ ؛
هذا العالمُ ارتكبَ جريمة
و هذي البلادُ تضحكُ
لِموتكِ .
دون خجل و حياءُ ؛
(جيلان) السنواتُ اشتاقت
لِنبرة صوتكِ .
لِرائحة عطر قداستكِ
في قعر الإناءُ ؛
يا عصفورة اغتصبوا
حُريتها . سَكنَت
قفص الموت
لم يَسمعوا صراخ
روحها و النِداء ؛
يا شمساً من الكرامَة
يا اسماً غابَ
من لوحة الصباح
كانَ و سيبقى
من اروع الاسماء ؛
(جيلان) أقسمُ لكِ
انتِ اعظم ثورة
انتِ ولادة.
لثورة جديدة
انتِ ثورة العُظماء ؛
انتِ ولادة لثورة
المنفيين لثورة الهاربين
لثورة التائهين
لثورة الشعراء ؛
انتِ ملاذُنا الآمن في
هذي الحياة .
ونلقي على جُثة الحلم
قصائد الرثاءُ ؛
انت الخميةُ التي تأوينا
و قبرُكِ بيتُنا .
و بقايا من ثورتنا
التي تجمعُنا في ارض
الغُرباءُ ؛
(جيلان) انتِ تاريخ
من الوَجعِ في قلوبنا
كُتبَت برصاصة
غدرٍ من بُندقية الاعداء ؛
نُلون الارضَ و الانهار
و حقول الياسمين
بمعاني الحُزن في رسالتكِ
و نُبلغُ بها الانبياء ؛
(جيلان) و اخرُ ساعات
الليلِ قاموا بخيط
كفنك حتى صار
كفنُك مقبرة يعيش
فيها الاحياءُ ؛
اسمُكِ ثورة عظيمة
موتكِ تاريخ لا يزول
عطرُك يتسللُ من ارض
شنكال الى
خيمامنُا البيضاءُ ؛
تعرَّفنا على بقايا ثوبكِ
والاساور حول المعصم
تعرفوا عليه الايتامُ
و الاراملُ والفقراءُ ؛
حُزن متعشب في خيوط
ثوبكِ و الكفن.
و صرخةُ من المعصم
من اقدس الاشياء ؛
انتِ زهرةٌ في الغيب
الازلي و كأس
من السراب تكبرُ
في عُمق الصحراء ؛
(جيلان) انتِ ثورة الفقراء
و تذكار خالد
في صفحة الابادة
بكرامة عذراءُ ؛
انتِ الشهيدةُ تعيشُ في
اعماق ارواحنا
انتِ تاريخ ثورتنا