recent
أخبار ساخنة

لستُ أنا / الأديب العراقي جبار الكواز/العراقي

لست انا 
من وقف في جحيم ظلالك
وقال :
ما ابرد لهيب انفاسك !
حين تمرّين 
على استحياء تصاحبك الاشجار
ولست انا
من ينبش في بئر ادرد
ليبرهن انّ الفرات 
ما زال حيّا في المطر
ولست انا 
ايضا
من علّمته الاسئلةُ
كم مرّ من وهمٍ عليه؟!
وهو يحسب قطارات الموتى
حين ترسل
 الالقاب والكنى
الى تاريخنا المبلل بالنحيب.
فمَن انا اذن؟ !
هذه عيوني تغشاها ضبابٌ عقيم
وتلك ساقاي تتوكآن على قصبةِ ناي جريح
ويمناي التي كنت اظنّها رفيقةَ وهمي
خدعتْها حروفُ الهجاء
بمزيد من خديعةِ الترقيم
فآختلطت الارواح
وآستبدلت الاسماء
نكاية بأغاني الرعاة
أمّا أوراقي التي اشتريتها من سوق النساخين
فقد اوهمتني مرارا
بوصفاتها السريّة في صناعة الحبر
وبفنِّ نَحْلِ الخطى
فواعجبي !!
ما زالت ترفض السواد
وهي تنزف بياضها 
كلّ لحظة في سماء مثقّبة بالنجوم
ومستحّمة بالغيوم
لن أكسر همسَ حروفي
ولن ابدّل خطواتي بغير  أفقِها 
ولن اكون
مثلما يريدون
خائف انا 
من زوايا توشوش بصمتها لمقابر الكلام
وحزين انا
في ما تبقى لنا من حصّة الوجع
ولستُ أنا
كلَّ هذا الذي مضى 
 وما 
سيكون
...
google-playkhamsatmostaqltradent