recent
أخبار ساخنة

قلق ... حيان الغربي

قلق

قلقٌ يتسلل هارباً مع الزفير 
أحلامٌ ليليةٌ منسيةٌ على قارعة المنام 

يموج في أحضانكِ بحراً
تعانقينه كهرّةٍ وحشيةٍ
تشدّينه إلى ثدييك العامرين
تقتلينه من كثرة عطاياك
الآن قد استجمعت شظاياك
المتناثرة بين مغرب وصباح قرمزي
يرنو إليك، ينتظر 
هطول القبل الساخنة كصيفٍ قطبي 

أتوضّأ بدخانٍ قاتمٍ 
من عبق الصحراء
صلاتي لا يسعها الوصول

ميتٌ يطرب لسماع الكون يصفر مبتعدا
يدعوه الربّ، إلهه، إلى الوليمة الموعودة
يناجي الربّ، إلهه: 
لا تنسني مرة أخرى
لا تتركني لفوضى أناي

الآن، وليس هناك إلا آني الأزلي
يرفرف قلبي لرائحة دم السّماء الشفيف 
فوق الحشائش البريّة
لغموض المكان
لضيقه 
هل هو ضيق حقا؟

إليك يا إلهي أصلّي:
أنا الجثث المتناسلة على هامش المكان
ها هنا، تنتصب في مقابرها، 
قرب صلصالها وشواهد الرخام

أرسطو وديكارت ونرسيس بريبة ينظرونني:
من أنت؟

أنا الجثث المتناسلة على الهامش
فوق جفونها ينبت القرنفل
تنتصب كبستان زيتون 

الرجل الذي هوى عن أرجوحة خياله
لن يكفّ عن النظر إليها بدهشة:
من أنت؟
أبستان يولد في جبل الآلهة؟

أصمتٌ يلتهمه العويل؟
ما الذي يضرّجه؟
العواء؟
السعال؟
الدماء؟
 أنين فَقْدٍ يغيب تحت العوارض الحجرية 
والأشلاء 

ها هنا قاطفات العنب
بأصابعهنّ النّحيلة 
وضحكاتهنّ المختلطة بالتراب

ربّما غصّةٌ أو لمحةٌ فوق الظّهر
لم يبقَ لي إلا النّظر إلى قساوة تلك الوجوه
أتأكّد، أتترقّب السماء بفضولها
قدوم الفاتحين الجدد؟
حوافر الخيل 
وشومٌ في جبين هذا الهواء الطلق

أزفر رتابة الماضي 
ما تعلّمته في الكتب  
قواعد التهذيب
لا ماضي في حاضري
ليس هناك إلا الآن 
الآن أنا 
والآن هنا 
وهنا الآن
صمتي يسقط مخضّباً بالأغاني

                             حيان الغربي- سوريا

google-playkhamsatmostaqltradent