لا تسل
لم اتخذت الليل مقاما
و زهدت في كهف الحنين عمرا
و بضع حيوات
لي
في محراب فقدك ضلع شوق
فأنى للذكرى مفر منك
أو أن تستكين
يقال في الليل :
أشياء شائعة
ظلام و اختفاء للظلال و صدى صمت قاتل
لا عصافير تزقزق
و لا زهور تتمايل و تفوح بعطرها
كانت هكذا شائعة للأسف
الآن
الليل أصبح صديق اللحظات
تمر الثانية و لا تولي.... قبل أن يكتبها حدث
قصة طويلة بتفاصيلها
أو تتدلى كعنقود عنب مثقل بحباته
كل حبة بمذاق
و كل مذاق قصيدة
الآن
الظلام مجرد فكرة
كلمة غريبة يتفوه بها الفلاسفة
يرصدون فيها السماء و يعكسون مجازاتها هما و نقمة
حضورك يجهض هكذا فكرة
أتعربش السور العالي للخيال
أجلس فوقه
لاشيء يفصلني
كطفل أنا أرى ملامح براءتي هناك
يصر في الإحساس على المكوث
بين الزنابق التي تكسو بؤبؤ عينيك
وبين الكاميليا المتفتحة حلا و ترحالا على ضفاف شفتيك
الكروان يغني هذه ليلتي
و يبقى جاهدا في أطلاله
كله أمل أن يستمر في الوقوف على مسرح غمازتك
ويحبس هناك
هناك تلغى أهمية السماء و الهواء
و تدهش فقط بلغة الاكتفاء
الآن
الظل نسي حكايات العذاب
تركها خارجا
كم محرج جلبها في زيارة للسدفة
كان يهذي
كان يبكي
لم يكن يعرف حدوده مع النهار
يقصر..... يعتدل .... يصبح أطول
صار يضحك بات يمرح
البعد واحد والقلب واحد
هكذا منح البهرة
كل الجدران والأرضيات و الأسقف
تحتكر ظلك....
حتى آخر نفس من السحر
أ و يرضيك أن يقال عنهم
مجردون من الوجود
و أنت وحدك معجم
تضفي على ألوانهم خضرة الأنس
أيها القمر المكتمل في الغياب
هل للوم معنى
و أنت أنت
اختزلت الفصول
و زرعت في الصحراء
وجهك
أيات لقاء.
أحمد اسماعيل /سورية