recent
أخبار ساخنة

الملائكة تنتفض، بسيم عبدالواحد

الملائكة تنتفض،

بينما كان أبن سيرين يترقب عيَّني،
غطَّى الأرضَ وردٌ أحمر
فيما الخفافيش تتدحرج على الأرصفة مثل حصى مكسر،
نجحت الثورة،
(الحمد لله الذي أنجز وعده، وهزمَ الأحزابَ وحده،)
لولا أن يمددني الله بخمسة آلآف من الملائكة مسومين، لما نجحتْ،
شكرًا للمسيح رفع عن ظهري الصليب، وسحب المسامير عن أحلامي المتكلسة من دون أن اشعر بالألم، في اللحظة المناسبة،
منحني كفِّيه،
مسحتُ على رؤوس الشهداء،
فعادوا أحياءً ليشاركونني نشوة النصر،
أمسح على الجرحى، فترجع لهم اطرافهم المبتورة،
يكسرون كراسي الإعاقة، ويمزقون معاملاتهم المتأخِّرة في دائرة التقاعد العامة، منذ الحرب الأولى والثانية والثالثة، و......!
ينفجر الندم الرابض على صدورهم صمتًا
فوهة بركان،
أعزيهم، وافضح الجشع المتكدس في الجدران الصدئة،
أعطاني الله سفينة سمابرمائية،
مزودة بأجهزة رادارات مبكرة
كلما يهجم الشر من جهاته الأربع،
أحمل طيوري وجميع الحيوانات الأليفة وغير الأليفة،
ما دامت الحياة محض إبتلاء، فليركب الجميع،
لم التعصب للمؤمنين فقط وأبناؤهم ذنوب مؤجلة؟
الله يبتسم ويعفو عني!.
قررنا أنا والثوار،
أن لا نتهم الطيور بسرقة قوتنا،
وأن لا نسرق الطحالب والأعشاب، ونبيعها في سوق مريدي،
أن لا نبيع الملابس الداخلية لمعاملنا،
ونجعل عوراتنا مكشوفة للريح.
وأن نرفض الصخول المخصية المستوردة،
وهم يعيدون علينا الاختيار، (تريدون هذا الصخل؟) رغم أننا دلونا بأصواتنا، 
لكنها سقطت بالدرك الأسفل من النار.
قررنا أنا والملائكة، أن نمنع 
جميع الأفاعي والعقارب،
من احتراق العشب بسمومها.
سنعيد للعمال سمرتهم،
ونجعل العرق يتصبَّب من اصداغهم، أنهارًا وحدائق.
ونغني مع الفلاحين( إيدي بيدك عالمساحي
الدنيا آذار ومطر... راح منا الظيم والباطل خسر)
قالت عظام الأنبياء، تحت كل جزء من أرضنا، آمين
الأفراخ تلعب في أعشاشها،
وتكنس رصاصات طائشة،
كانت تحتفظ بها لأنها قتلت أشجارهم، 
على خلفية مباراة كرة قدم بين نادي الخبز المستورد، ونادي بطيخ اللحيس.
كانت تردد حزينة،
ما بال البساتين أصبحتْ اليوم مثل زريبة تسعل ليلًا ونهارًا تختنق رغم أنها بلا أبواب،
الحمد لله،
اخضرَّت الأشجار، ونفذت الطيور مشاريعها،
من دون أن تدفع كمسيون، او تقترض من شايلوك قشة واحدة لكسر ظهر البعير،
أشرتُ إلى الملائكة بعزف النشيد الوطني،
وان تغنِّي تحت علم واحد، وبعدَّة لغات،
 طويتُ جناحي مثل الفراش، واضعًا يدي على قلبي،
 أخذت تطير من عيني حماماتٌ بيض،
وجدت ريشها على يد اِبنتي
التي أيقظتني، 
وهي تردد عيدك مبارك بابا،
(أريد عيدية)

بسيم عبدالواحد
google-playkhamsatmostaqltradent