تعالي نرتمي في عناقٍ
أو دعينا نرقصُ تحتَ المطر
مثل عاشقين كلاسيكيين جميلين
كلّ ما فيَّ ينادي:
يااا حزنُ اصمت
ويا قهر ارحل
وأنتَ يا موتُ كفَّ عن اللعبِ في حارتنا
فكل الذين عرفتهم
رحلوا
حتى أصبحتُ غريباً في بلادي
كلُّ شيءٍ فيَّ ينادي ينادي
والصدى الغريب الرهيبُ المهيبُ
يرددهُ صوتُ المساء
كأنما بكاء
هذا المساء سأكتفي بكِ
لأول مرّةٍ، سأكفُّ عن كوني ذئباً وحيداً
يصطادُ في العتمةِ أفكارهُ
ويفترسها بحزنٍ
هذا المساءُ سأكتفي بكِ
و بالرقصِ الشقيِّ البهيِّ
فارقصي يا حبيبتي
فالعمرُ أغنيةٌ
والحبُّ أغنيةٌ والفرحُ أغنيةٌ
والموتُ أصمّ وأخرسُ
وأنا بكِ أتنفّسُ
وكل الحروف تتنفسُ
هذا الحزنُ الجماعيُّ الذي خيّمَ على كل شيء
يحاول ابتلاعي ولكنَّ يدكِ الحلم
تنتشلني هذا المساء
وصوتُ الكمنجاتِ ينادي
كأنما بكاء :
أنا الغريبُ في بلادي
ووجهكِ حريّةٌ
بيني وبينها مدنٌ وتاريخُ حربٍ وحدود
لا بدّ لي أن أجتازها وأعبرَ ذاتي
حتى يصير لي وطنٌ وأهلٌ وناس
كذبت الأجراسُ
وأخفت حقيقة النُّحاس …