لا شيء لي ..
لا سماء لي ..
ليس لي
سوى بياض يرتديني
و قدمين تتقنان الرقص
والأرض من تحتي هلام
وفي الفناء شخوص يقهقهون
يرمون الحطب في أتون الأنين ..
تائهون في بلاد لا مرئية
يبحثون عن ظلالهم المقموعة ..
وجحيم دانتي مازال لهيبه
يحرق الصرخات
و السماء كرنفال للرماد
من عليائه
يبتسم الله ساخراً
من هرولة المتخمين و الجياع
من رسائل العشاق
و من كل حروف الخداع
ملاك الموت يصرخ :
أحرقي أرشيفك
و كل نصوصك المؤجلة
أرمي قبلاتك سريعاً
لشفاه قبل عبورك الأخير
السراب حقيقة الأزلية
و الخديعة مثل خريف يُسقط أوراقي
يعري جسدي
يعلن هلاكي
ما ذنب العاشقات
و ماذنب عشتار إن نامت في قواريرها النبيذ
إن ثمل الشعراء برضابها
إن ناموا في عري ظلالي
يا أيتها الأشلاء :
أنحروا قصائدكم أمام قدمي
التي أتقنت الرقص منذ ألف عشق ..
و كونوا لي
حطباً
للحرائقِ
كونوا هلام الوقت
أكون حينها لكم
سماءً
وخمراً
و سريراً من خرز
أنا التي لا شيء لي
أكون لكم
كل الأشياء ..
____________________
*غادة الصباغ: كاتبة و شاعرة سورية .
**لاشيء لي :نص من مجموعة "أناشيد صوفية"