وَهُمْ يَتَزَنْدَقُوْنَ بِأفْوَاهٍ مَشْرُوخةٍ
تصْرُخُ مِنْ تَحْتِيَ الأرضُ
مَادةً يدًا عَارِجَةً نَحْوَ القَيِّء البَشَرِي
كَفاكُم نَحرَ أوْرِدَتِي
وأنتمُ تَتَبَاهَوْنَ على الأدِيْمِ
بِأصواتٍ مُتَكَسِرَةٍ
مَزْرُوعَةٍ عَلَى سُلَّمِهَا المُوسِيقِيَ
دُمُوْعُ الفَرَحِ المَسْرُوقِ مِنْ وُجُوهِ العَاشِقَات
نموتُ نموتُ ويَحْيَى الوَطَنُ
تَصْرُخُ ومَوَائِدُ الذاهِبينَ إِلَى المَقَابِرِ
كَشفْرَةِ الحِلَاقَةِ فِي فَمِ الأَرْضِ
ولا سَبَيلَ لَهَا إلا ابْتِلاعُ غَصَصِ الأُمْهَات
أيُّها الرَاقِصُونَ كَذِبًا
عِيَاراتُكُمْ النارِيَةُ عَلَى المُشَيَّعِيْنَ
إغْتِصَابٌ لِلشَهَادَةِ
فَهِيَ لَمْ تَفْتَحْ ذِرَاعَيْهَا بَعْدُ لِلْعِنَاقِ
مِنْ تَحْتِيَ تَئِنُ الأرضُ
وفَوقِيَ تَتَصَاعَدُ أبْخِرَةُ الكَرَامَةِ شَاكِيَةً الى اللهِ
فَرْعَنَة العَمَائِم
ونَوم القَطِيْع!
فلا الرَسَائِلُ تَجْنِي الثِّمَارَ
ولا المَوتُ يُغِيضُ الخَوفَ
ونَحْنُ نُوجِعُهَا بِالضَحِكِ المُتَكررِ عَلَى
الذِقُونِ
تَارِكِينَ الوَهْمَ يَعْتَقِلُ الرُسُومَ المُتَحَرِّكَةَ
ويَنْحَرُ الثَورَةَ عَلَى مِقْصَلَةِ السَلَاطِينِ
بِدِمَاءٍ بَارِدَةٍ
كَمَا لَو أَنَّنِي أُذْبَحُ
وَيَفِضُ سَيْفُ الأَدْلَجَةِ بِكارَةَ رَأسِي
حِيْنَ تَمُرُ القَوَافِلُ مِنَ الحِدُودِ
مُحَمَّلةً بالأوغادِ إِلَى الوَطَنِ
ولا سَبِيْلَ لِلَمْلَمَةِ الياسَمِينِ
فالسِلَالُ مُهْتَرِئَةٌ
والثِيَابُ لا تَحْتَمِلُ هذا الكَمَّ مِنَ الرَوَائِحِ
يَزْنِي شَاعِرٌ فِي حُلُمِي
حِيْنَمَا يَسْتَنْكِرُ إسْتِحْضَاراتِ قَرِيْحَتِي
عَلَى أَنَّ الدَمْعَ والدَمَ المُخَضَبَة بِهِ وَجْهُ الارضِ
مَا عَادَتْ تُلَوِنُ شِعْرَ الحَدَاثةِ
ولا تُحَرِكُ الرَغْبَةً لِتَرْمِيمِ الأرْوَاحِ المُتَهَدِمةِ
وأنْتِ يا أُمَاهُ
كَفَاكِ أنِينًا
فَالصَالِحُونَ كَبْشُ الفِدَاءِ الدَائِمْ
والافْيُونُ عِلَاجُ التَائِهِينَ
حسين خليل / نينوى ٢٠١٧