recent
أخبار ساخنة

بتول داؤد (شؤون صغيرة)

لا أُريدُ لمجيئي أن يصيرَ مقصداً لتكاثرِ علامات التّعجب الحمقاء في فمك
لا أُريدُ منكَ أن تبدأني بكلمةٍ تتلوها كلمة
تتلوها أُخرى
لأصيرَ في نهايةِ المطافِ قطاراً عار السّكة
يسيرُ نحوَ نهايةٍ قاحلة مثيرة للشهقة

جئتُك على أتمّ الاستعداد والتّأهب
لخوضِ رحلةً مُبعثرة تعيدُ استجمام الإنشطار ولمّ شمل الجاني مع حبل المشنقة!

لم آتِ لأتتبّعَ شفهيّاً بقايا خطواتنا الموحلة من ثغرِ ذاكَ الرّصيف
وما جئتُ لأُعلّقَ أوشحة ليالينا الحمراء على حبال أطلالنا المُهترئة
كَدلالة على ماضٍ يتّسمُ بشيءٍ من الجرأة!
فما فاتَ قد فات وما فاتَ أمساً سنعاود
 إنعاشه اليوم!

كانَ الوجدُ ثالثنا عامراً
دعنا... دعنا ننسى من أيّ اتّجاه سلكنا وأي مُنعطف واجهنا
وكم من النّبضات دفعنا
وكم من قبلةٍ كابدنا
خوفاً من تحفيزِ رغبةٍ ما إن لامست قيدَ ومضة... حتّى أضرمَتْ بين وصلينا ناراً ودخاناً وحريق

دعنا من ادّعاء الصّلابة حلّاً
فأنا أُنثى لو أرادت صهرَ الحديدِ لفعلَتْ
ولو أعارَت الليل بضع من شاماتها لما اكترثت
ولو أرادَت إغواءَ الأبوابِ المؤصدة لنجحَت
ولو أرادَت فضحَ المُستباح لنطقَت
بكلّ ما عجزَ لسانكَ الأبكم عن نطقه!

لا أريدُ لمجيئي أن يكونَ عبثاً
فلولاك... لما اكتشفتُ طعمَ الرّحيل
ولا عرفتُ أدراجَ الوداع
ولا استحممتُ بالدّمع
ولا أفشيتُ أساريرَ وفرةِ مواسم القبل
ولا اكتشفتُ لذّةَ الحُبِ وقلبي مُلطّخ بالشّمعِ الأحمر

لا أريدُ لمجيئي أن يكونَ صاخباً
لكن، اعذر أنانيتي المضطرحة على أطراف الوسائد
لِكَم غفَت توّاقة لبدرِ وجهك!
فهي لقيطة
حديثة الولادة
مضطربة الوزن والإيقاع
___
google-playkhamsatmostaqltradent