(لقاء)
(حميد حسن جعفر)
ما فاتَ من الوقت الذي اتفقنا على أن يكون
من حصتنا -من دون خلق الله- ذاك الوقت
المحصور ما بين الساعةالتاسعة ضحىً،و الثالثة
/داخل ما بعد الظهر،
لم يكن بكافٍ لكي نتفق او لا نتفق، فقد إمتلأ
بالصمت و الإشارات ،
كان المارة يشاهدون كرسيينِ خاليينِ و مائدةٍ
على سطحها قدحا ماءِ، و كوبا شاي أو قهوةٍ
لا أحد إستطاع ان يجزمَ بما يملأهما من سوائل
أو هواء، كان النادل يعاين ُ ،او هكذا يشعرُ بتصاعد
دخانٍ او رحيقٍ،وما من أحد منّا يدخنُ ،أو يوقدُ
ناراً، أو يتخذ من أزهار النارنج وسيلةً للإعلان عن
نفسه،
عند بدء الساعة الرابعة عصرًا ،كان رواد المقهى
يتابعون جندياً يهرولُ نحو ناقلة جنودٍ. تتجه جنوباً،
و أمرأةً شبه أرملةٍ تتجه شمالاً٠
حميد حسن جعفر/ أديب عراقي