من أين نبدأ
مِن أينَ نبدأ أيّها المخذولُ
يا صامتًا عنهُ الجميعُ يقولُ
يا غارقًا هذي الدموعُ مَهيلةٌ
والدربُ رغمَ القصرِ سوفَ يطولُ
وكأنَّ عينيكَ المليئةَ بالأسى
للسائلينَ عَن المصابِ رَسولُ
جرحٌ وجرحٌ في الفؤادِ وآخرٌ
في صمتِهِ للعاذلينَ فَقولوا
خذلوكَ يا وجعَ الزمانِ وما دروا
أنَّ الفؤادَ مقيدٌ مذهولُ
هَلْ كانَ فِينا قاتلٌ وَقَتِيلُهُ؟
قل للمواجعِ أيُّنا المقتُولُ؟
ما كلُ حزنٍ فيكَ ينذرُ أهلهُ
أو دمعةٌ حَرّى ، عليكَ تسيلُ
سلْ قلبكَ الحَاني وشهقةَ نبضِهِ
عمّا بِنا يا قلبُ مَن مَسؤولُ
عَجبي على تِلكَ الجراحِ دوافقٌ
والصامتونَ على الجراحِ قليلُ
مالوا علينا بالنّصال وإنّنا
كنّا بأنوارِ السّماءِ نميلُ
هل كانَ حقًّا ما يراهُ خيالُنا
أم أنَّ نبضَ الراحلينَ يزولُ
ما كنتُ أدري أنَّ جفوكَ مؤلمٌ
أو أنَّ شيئًا بَيننا سَيحولُ
لملم شتاتكَ والدّموعَ ومرَّها
ما عدتَ مثلَ الأمسِ يا قنديلُ
ذبحوكَ شوقًا للدماءِ وطعمِها
وأراكَ أنتَ إلى دماكَ سبيلُ
قفْ أيها الشاكي على أعتابها
لا تبتئسْ كفُ النّصالِ هزيلُ
سنراك. مرميًّا يلوِّنُكَ الأسى
وَتَجِيءُ روحكَ والعناءُ أصيلُ
هي هكذا الأيامُ تنذرُ أهلها
واللهُ بالقلبِ العليلِ كفيلُ
أحمد ناظم