recent
أخبار ساخنة

(حميد حسن جعفر ) آب 2001 (كتاب اليوم كتاب الساحر )(اجتياح الشعرية السحرية للساحر عبد الزهرة زكي )

(حميد حسن جعفر ) آب 2001 
(كتاب اليوم كتاب الساحر )
(اجتياح الشعرية السحرية للساحر عبد الزهرة زكي )

(مقدمة ---ذكريات صيف عام 1984 )
--مروج واكباش /سفوح ومراع ورعاة، نسوة كرديات و صبية يبيعون بزر -عين الشمس -واللبن الرائب --الماستاو -وخبز -الرقاق -والجبل الذي يمنح الرعاة شيئا من الخيلاء، القمر الذي يحاول أن يختبيء خلف شجيرات البلوط والاضواء الكرستالية، 
ناحية -باطوفة -و البغلة --جواهر -و -جلكانات الماء -و-قرية -زريزره -و البغل الذي وضع رأسه بين قائمتيه الاماميتين، ورمى بنفسه إلى الوادي، 
من ذا شاهد بغلا ينتحر؟ 
الحراسات الليلية، ومرق الفاصوليا اليابسة، و-المقاتلون---طلبة المدارس الصناعية -و المقاتلون الاكراد ،والزبيب المجفف فوق السطوح الواطئة، وعيون الماء التي ترافق تأسيس البيوت، الأحذية المهربة والستائر واكياس الحناء، وشجيرات الزعرور والنرمة -الجقجق -والتين البري، والشياه والماعز الجبلي والصخور التي تنمو عند حافات شقوقها كائنات نباتية لتحتفي بالحياة، 
ربيئة -واسط -و -رمضان -و - بغداد -والقمر الذي يكاد يختلف كليا عما هو عليه في أماكن أخرى، أضواء تكاد تكون كما لو خرجت توا من مشكاة، الغيوم التي تمشط فروة الحبل، وبنادق الكلاشنكوف، والعقارب، وا مطار تموز، والكاري /البهارات المغشوش بالطحين و -هدك --المدافع يصل إلينا عبر الجبهة المشتعلة، 
اللهاث الذي يملأ الصدر عند الصعود، كان الصعود الأول قد أخذ منا اكثر من ثلاثة أرباع الساعة، أما الصعود الأخير فلم يأخذ مني سوى ربع الساعة، من غير لهاث الغزلان، 
القدمان تاخذان مواضعهما على الصخور بكل جدارة، تذكرانني باظلاف الماعز الجبلي وحوافر البغال المرقمة، 
--المرتبتان الاوليتان على الحافر الايمن،والمراتب الأخرى تحتل الحافر الشمالي، وحين يرفع أي منا برطم البغل العلوي يطالعك الرقم وقد كتب بقلم --القوبيا --
هل تمتلك الحوافر والاظلاف عيونا ومجسات /حاسة سادسة، ؟كيف تميز ما بين الصخرة الثابتة والجرف الهاري، ؟فتتمسك بالصخرة و تتجاوز سواها؟ 
أينما يدير أحدنا عينيه يرى الطبيعة التي ترتب نفسها، تعيد انتصاراتها على الجفاف والوحشة، وحذر السناجب لتؤثث بيتها بالغيوم والكرستال و بالشعر والجمال، 
*******( أولا )
(حين يكتب الساحر شعرا، ) 
 حين يدخل المبدع /الشاعر، والقاريء /المتلقي، فضاء الحداثة /الخلق، تبدأ حالة انزياحات الواقع المستهلك، وليظهر البديل --المخطط له /المتخيل -لكي يحقق كل من من الباعث والمبعوث إليه حالة الشعرية التي يطمح كل منهما في الدخول في حيزها، 
حين ننظر إلى --كتاب الشاعر --للساحر --عبد الزهرة زكي --نحس بأن النصوص --الأحدى والعشرين --ما هي إلا أفعال داعية للامساك بمنجز الشاعر العراقي القديم، ،بعد اختزال مسافة الآلاف من الأعوام، من الفرقة والبعد والقطيعة، 
إنها عودة الابن المأخوذ بالدهشة من حداثة القرن العشرين، فكم على الشاعر أن يبذل من الجهد والتلبس وازاحة السابق وإحلال ذاته محله مع خلق حالة من التجاوز في الإبداع ضمن عملية التنافذ والتماثل والننافر والتي تشكل مجتمعة نصا حديثا قي من الجدة والحداثة ما يتسي القاريء تراثا له خصوصية العراق القديم --بلاد ما بين النهرين --
إنها محاولة يسعى عبرها الشاعر لكي يوظف أجمل ما في التراث من قوة الشعر وسموه وبساطة صوره، حيث ينتقل الغموض وبكل شبهات و شكوكه نحو صوب الوضوح واليقين بعيدا عن استغلال الطرف الثالث، إذ تتشكل ثلاثية --الكاتب /النص /للمتلقي --بازهى صورها وتتحرك وسط طقس بعيد عن الغبار والضباب وطمس الصورة وسط رطانة، لتخرج من وسط ركام من غير ملامح، 
أن-- ايتانية النصوص--
--ايتانا الملك الثالث عشر من سلالة كيش الأولى كان يلقب بالراعي --/رعوية النصوص --والعودة إلى السلالات الأولى والتي ما زالت حتى هذا الوقت عذراء --لم يطمثها من قبل-- إلا القليل من من الاتس والأقل من الجان،تحمل القاريء صوب عوالم الحلم والواقع المتخيل، والبيت النظيف الخالي من فضلات المدن الحديثة، --مشاكل الأوزون، ومشكلات الشباب، والجنس، والانتحار والحروب -- إنها ليست محاولة سلب، بل هي الإضافة المركزة التي تعطي القاريء نفسا من الأوكسجين، بعيدا عن الضوضاء،والجعجعة، ومحاولة الخروج على المألوف من علم أو دراية أو معرفة ،حيث يدخل المقاتل الحرب بسيوف --دون كيشوتية --تضعه وسط مأزق متناسل محولة اياه إلى آلة لا تتحرك إلا بعد تعبئتها بالمعلومات --'ريبوت--   
إذ يبدأ الشاعر بدخول مملكة الآخرين التي ابتناها لهم وادخلها في مخيلاتهم على أنها البدائل التي يفتقدون، أن فوضى الطبيعة --لا تشذيب الحديقة، لا تهذيب كائناتها --تؤكد لمتلمسها أهمية الحرية المتماسكة، وليست سهولة اللامبالاة، أو مجانية الفعل، 
أن تكرار الكلمة لم يبثه الساحر ليلتقطها الذهن و يركبها ،بل إن التراكم والتكرار والتعدد يوازيه ويقابله من ، الجهة الثانية حالات نوعية تمكن القاريء من تقليب صفحات ذاكرته، ليملأها بالمدهش من الصور والأحاسيس، إنه الابتلاء الصلد لا الإمتلاء الإسفنجي الذي سرعان ما يزوع ما تلقى، وما تداخل مع مساماته، متخليا عن إلنص والقاريء سوية، ليعود المتلقي من حيث أتى خالي الوفاض --كما تقول العرب -- ضاربا اخماسا باسداس، وكما تقول العرب كذلك،
أن تكرار الكلمة في الحداثة، هو غيره في القصيدة العربية، وهو غيره في التراث العراقي القديم --تراث أرض السواد --إذ تنبه الحداثة على دور الصورة في تعجيل الحدث --تصعيد الدراما /الصراع --وربط القاريء به، أما في الموروث يكون التكرار شيئا إضافيا يوسع من مدارك القاريء و مخيلته، يحرك فيه فعله الشخصي للمشاركة بصنع الحدث وإدارته وتحريكه صوب صوب الصورة التي تزيد من كمية الشعرية في القصيدة، ومن متعة الفعل قي نفسية المتلقي،
أن ذهنية المتلقي كثيرا ما دمرتها وبذرتها قصائد ما لها شيء من الواقع، وما له الحظ من الفكر ،قصائد قد أحالت قاموس القاريء المعرفي إلى أكداس من الأدوات المعطلة، و مفاصل غير مؤهلة لا تعينه على تحقيق ما يريد ولا تمنحه ما يرغب، 

يتبع
google-playkhamsatmostaqltradent