……………………………
* شاكر السامر
أعجبني الإستماعَ الى روحِكِ في الصباح
قبل انبلاجِ شمسِ الله ،
لأن ذياكَ الربيعَ
يلهمُني النشيدَ واللذةَ
حول المعاني ،
ها أنا أصغي اليكِ
قبل نيّة الصلاةِ قُربةً لمعناكِ ..
ربّما كنتُ أتوضأُ
بعطرِ شذاكِ العابقِ في أثيرِ غرفتي
منذ ميلادي
ولا عِلمٌ للجدران بوجودكِ فيها ..
كم كنتُ ماهراً
وأنا أخبئُ أشياءَكِ
وهي ترقدُ كالشيطان
دون أن تراهُ العيون ،
ياه .. كم كنتُ غافلاً
حين نكرَني الأصدقاءُ الحمقى .
ياه .. كم كنتُ وديعاً
حين لم يظللني الندماء ،
ياه .. كم كنتُ أنيساً لروحي
وهي تلعبُ مع صغارِ الكلمات
في غبشِ الفجرِ وسِفرِ النهار .
ياه .. اذ آهٍ لحالي
وهي تدقُّ على بوابةِ المقابر
في كلِّ عيد ..
وأنتِ تنامين على خاصرتي
دون قصيّةٍ بلا مُنازع ..
آلمني ان لاتكونينَ
خلفَ زجاجِ النوافذِ المتخمةِ
بألوانِ الزهور
ولا تشعّينَ فيها كرازقيةٍ بغداديةٍ
تنتظرينَ قدومي
أيّتها الغافيةُ المختفيةُ في عظامي ..
والمتهورةُ بالحُبِّ النقيِّ المجنونِ
النزقِ بالجمالْ
تلكَ رؤاكِ وصوركِ
ورائحةُ دبقِ روحِكِ المعسلِّ
أشمُّ رائحةَ قدومِها من بعيد
أورثني معرفةَ اسمِكِ دون رؤيته
مُشعٍ بعلنيةٍ أخاذةٍ
على ايّ حرفٍ
يولدُ من رحمِ قلبِكِ المنيرِ
بعافيةِ الحُبِّ
حتى لو كان قصيّا بخفاءٍ مُتاح .. ؟
أمّا أنتم أيّها المواربونَ
خلفَ النفاقِ دوما
دَعكم لا تصفقونَ لهيجانِ مكوثي
لإنتظارها
فأنا لستُ مغروراً حتى الثمالة ،
فقد كنتُ قبلُ همساً شاكراً
في رحم من كان دمعها
يغسلُ قلبي
بالشجنِ المرّ ..
ربما كانت أنيسةً
لعتقي من القبلات
كي لا أورثُ منها همسَ النهود ..
وفي الليلِ مالي غير صداكِ
نعاساً يرق لحالي ..
دثريني ..
اشتهيتُ الدثارَ على رقِّ زنديكِ
كي انامَ
بحُرقةِ المغلوبِ بخسارةٍ فائقة ..
فقد تعبتُ من الجري
خلفَ الحدود
واستبقتُ البحارَ وهي تجرُّ زبدَها
نحو الحتوف
وتلك السواحلُ عاريةٌ
تصهلُ فيها الأقدام
هذه أقدامُكِ وأقدامي تائهاتٌ
دون كلل ..
جمعتُ الخساراتِ لعمري
فلم أجد أجلَّ من خسارةِ الصراخِ
على ذكراكِ ..
………………………………….