ضربت الهاتف بعرض الحائط
بعد أن عجزت عن فك عُقد وصالِك منه..
قفزتُ من السرير، برحت الغرفة، وهبطت السلم إلى الطابق السفلي بذمولٍ مفزع..
دلفت إلى المطبخ جالت عيناي أطراف الثلاجة لا شيء جاهز للأكل.. تخلل الصّداع رأسي المكتظ بك فشرعت في عمل فنجان من القهوة ...أخذته و ولجت الصالة وضعته على الرف ليبرد تمامًا فأرتشفها على طريقتك..
هممت بتشغيل التلفاز بعد أن التقطت جهاز التحكم
صرت اقلّب بين المحطات واحدةً تلو الأخرى كل شيء هنا يتحدث عن الحرب...لا خيار آخر
انزلق الجهاز من بين اناملي بعد أن تذكّرتك وتلك الحرب الباردة الّتي حدثتني عنها يومًا...
تلك الّتي لم تحو إنذارات لا خطوات استباقية لا عقبات دبلوماسية لا تحذيرات لا قطع علاقات لا حصار ولا وعيد..
تنبهت بعد أن بتر شرودي عجوزٌ أقرع
يتوسط الشاشة، يستولي أنفه على ثلاثة أرباع مساحة وجهه
يشبه في بشرته الضفدع الفيتنامي
يدّعي بأنه محلل سياسي
استعان به مذيعٌ رخو ليبدي توقعاته غير المهمة بخصوص الحرب
يصف بشفتيه الغليظتين كل هذا الكر والفر...باللعبة
ويشبه الحرب بالحساء
طأطأت رأسي نحو الأرض
بعد أن لاحت ببالي عُقد حربنا
وحساءنا المر على القلب والذاكرة
من ذا الّذي سيحلّلها ويمد حبالها
ويخرجنا منها بأقل خسائر ممكنة...!
تنهدت ومسحت بقفا يدي دمعة هربت الى خدي
بعد أن استنبطت..
وأدركت بأنَّك ستخرج منها كما دخلت..بل غانم ايضًا
فلا حاجة لمتوقعين، محللين ولا منجمين
في حربٍ كهذه ياعزيزي
فأنا وانت نقاتل ضدي.