كل يوم أرمم المكان
لأحيا في عبق غيابها
فأشواقي حلم قديم
تتناسل فيّ براكين القصائد
كلَبوَة راكضة في صحراء التيه
تسابق أوان الحلم
الصحراء مكبّ الأحلام المجهضة
من توالد الرمل لتحمل الغيابات في جنازة من صلصال
تعلّب الغيابات بالمجّان
لتأخذ دخان الحروب إلى الحدود
على مرأى سراب القباب الذي يزيّن الصحراء
والغراب الذي لم يعد منذ صرختي الأولى في متون الألم
هاجر ولم يفكّ شفرة القصيدة
و الكلام الذي لم يقل هو الغياب المقدس
فمنذ غاب عطرها
أمسكت السماء
وإدلهمت المسافات وصداها سبق المدى للحنين
سأغرس ضحكتها في صحراء قلبي
لتأوي إليها الطيور
فأحلامي سافرة في الصحراء
والمساء ممرات غير آمنة لعبورها
والغياب كائنات مجترّة
أخشى أن تبتلع ضحكتها
فبأي وجه أدعوها
وانا على وشك الصلاة أتيمم
لإسترجاع ملامحها