طائر الأبنوس الأبيض،
أنا الأبنوس يا ولدي،
تأرجح سمرتي شمسٌ
بثلاثة فصول صيفية
وفصلٍ رابع،
لا أعرف هويته أو جنسه،
تشتعلُ سمرتي الداكنةُ،
ريشًا أبيض،
لا تهتم،
تركت لك وصيةً،
وشيئًا من وجع الوجود.
أعرف لم يستأذنك الله به،
ولا أنا،
كنا مشغولينِ بنفس الورطة!
هو يطهو بأجوبةٍ للناقمين عليه،
وأنا كنتُ أرتق ذاتي،
بسراب الوهم،
نعم، نعم، أنا السمكة التي أكلت الطُعمَ.
لا تحزن،
حافظ على عطر ولون قهوتك،
لا تصدق بنعومة كفِّ العرافاتِ
إن أثرن زوبعة في فنجانك،
تمسك بقهوتك،
توسد سحنتها ونام.
لصدفِ الأبيض يا ولدي
فضولٌ،
يدفعه لركوب مغامرة الغوص،
يغويه غناء الزرقة،
عمق الأسرار، زقزقة الأسماك،
انظر لهذا الشاطىء الأسود،
مليء بالصدف المخدوع
والمنبوذ من نبض النهر.
نحن ننامُ بعمقٍ،
أو نموتُ بعمق، لا فرق.
أوصيك،
أن لا تأتِ لقبري
وتبكي قرب شاهدتي،
أنا أزورك كلَّ صباحٍ،
أحطُّ على سياج الدار،
وأرى كيف يورق في أغصانك،
ريشًا أبيض، يا شجر الأبنوس،
أنتظرك متى تلوِّح لي بيدك،
نعم، أنا هو،
طائر الأبنوس الأبيض،
بسيم عبدالواحد