recent
أخبار ساخنة

"وَمضى الموسمُ " مالك البطلي

"وَمضى الموسمُ "

ويدانِ مُرتجفَتان
تلوحانِ للهواء

قصةٌ جامِدةٌ 
في فم يتلذذُ بنكهةِ الوَجع
ورفيفُ 
أهدابٍ مرعبٍ
في ريشةِ الكِتابة
قِفْ 
قَليلا أَيُّها المَوسم
أيّتها الأيامُ المَذبوحةُ فوقَ أَرصفةِ النسْيان.
أنا مالِك هليّل البُطلي 
غَصَّتي خمسةٌ وعشرونَ نَحيباً
وحِكايَاتي
جناحُ فراشةٍ بقبضةِ طفلٍ 
ومائةِ زُجاجةٍ مُكسرة
لاتطيقُ جَمعَها 
يدُ المُصادَفة

أيّتها الأيامُ 
تَذكَّري دائماً 
 أن الأرضُ ملحٌ 
وأنا نصفُ جثةٍ
يتوسَّدُها ألفُ جرحٍ 

أَتساءلُ فيما بَعد 
  أَتساءلُ 
أيَّتها الجثةُ ؛
مَن ذا الذي سَرقَكِ منّي 
ومَن ذا الذي كسرَ مصابيحَ عُمري
وهربَ مثلَ غيمةٍ مرتبكة 
مَن ذا الذي مزَّقَ طائِرَتي الوَرقية وشوّهَ الساعةَ التي رسمتْها أُمّي على زَندي
المَبتور
مَن ذا الذي قتلَ فَيروزتي وصلَبَني على أعمدةِ حُزني 
أَيقظوني
فهذا الكابوسُ
يكادُ يَقتلني
انْتَعلي أحذيةَ طفولَتي
وتَعالي 
 تَعالي ... تَ ع ا ل ي ...
 أيَّتها الأيامُ التي تَسيلُ 
حكاياتُها منّي
كالعَرق
وتَتَدفقُ كالنَحيب
إِفتحي 
النوافذَ واهْربي .. 
دَعيني
 مُرتبكاً أقضمُ نصْف تفاحتي  
وأرقصُ مثل كمنجةٍ على وَقع الرياحِ وهي تَئّنُ بصوتٍ جَنوبي
طَبيبتي تنثرُ الشمسَ 
على نافِِذتي 
في غرفةِ الإنعاش
وأنا 
ما زلتُ جثةً غيرَ قابلةٍ للتَشريح 
قفْ 
قليلاً ايُّها المَوسمُ لم أبدأ بعد ...


- مالك البطلي شاعر وكاتب عراقي بصري
google-playkhamsatmostaqltradent