همهمة صغيرة
إلى اِبنتي Reem Alsheny
.
لا وصية لدي أتركها لأحد وراء ظهري
أو ندبة يعلقها آخر يشبهني أسفل عنقه أيام الشتاء
وثلاثة أرباع أيام الصيف
لذا همهمة صغيرة تكفي لتورد عشبة في الحلق
همهمة صغيرة ليس أكثر
ليس أكثر من نسيان الذئب الذي يصدح عواءه في سماء الرأس
ربما قطرة واحدة من ماء الينابيع تعيد ليديّ رائحة الحقول
ربما الكلام سيمضي سريعاً فيما بعد
حينها سينعم الخالدون بسر الجريان
وبشيء من التكاثر
تحت اللسان
وبين خيطين في فضاء المعطف
دون الحاجة إلى لعن الدروب
فصاحة النظرة.
لا شيء أتركه لأحد
أو أعيد له أسماء الجداول
مثلما يعيد الحطابون لفؤوسهم ثلث السهو
وما يتمنون بفم أخرس
ما يتمنون فقط
قبل ذهاب النجوم إلى ليل الولد النائم
هذا الشيء الذي لا يمكن تركه في الظل
أو حرقه لغرض تدفئة القصص
وتدفئة أواني الطعام الفارغة من الضحك
الموت ليس كما كنا نظن
إنه لا يشبه لعبة التخفي
ولا الوقت الذي كنا نخبئه تحت السرير
بينما أعيننا تلاحق سرباً من الغيوم
وسرباً من الأمهات عند أول الفطنة وآخرها
هنا لا شيء مما كنا نظن
لذا
لا تستعجلي المجيء
أفعلي ما تشائين إلا الكذب
أرقصي إلى حد تلف القدم
وإلى حد اختلاط بياض العين بسوادها
هنا
الخوف مزحة قبل باب الدخول بثانية واحدة
خذي وقتك في أكل الحلوى واللعب
لا تستعجلي البكاء أيضاً
كل شيء لحظة ميتة داخل ناقوس
وفي لهب النار
تخيلي ما الذي سيأتي بعد يومين من مضغ ضرس الخلاصة
بتأنٍ أقل من ميلان أرنبة الأنف إلى جانب تكثر فيه الأحلام
لن يأتي أي شيء
ربما يمر من أمامك صوت مواء قط
أو أيل بالصدفة
لذا لا تستعجلي المجيء
______
وحيد ابوالجول