شقّة الصبر
الطاعنة بالصمت
مقابض أبوابها صدئة
فيها الشناشيل منتظرة
تعمل مصدّاً للفيروسات والرياح الماجنة
تحمي الأطفال من الأشباح
والظلام يلفّ عورة الفقراء
ومسدّاً
للأفكار الآنسة
تموت عند أعتابها الرسائل المشفّرة
وتمنع دخول الأحلام البالية
الى ريق الحقيقة حتى لاتتقيأ المنافي أمام الثكالى
من يحمي السبايا من مغبّة الظلام
والفقراء الذين لم يخطئهم الطوفان
كانوا يحسبون المرايا قوارب للهزيمة
حتى كشفت إلتفاتة الأطفال المغادرين إلى القبور
المدن تركض حافية صوب الشهداء
تدوس على ماتأخر من الركب على الظلال الهشّة
من المصابين بهمّ الوطن
لتنقذ عناوين الأحلام من الحروب
الأشرعة التي ظلت تنتظر القادمين من مدن الطين
والأبواب المتنكرة للشهود العذارى
منذ أن باتت الارغفة في خزائن السلطة
فمن يحمل الجنائز المتأخرة عن الحضور
إلى المدن العاشقة للتراب
المجانين عربون محبة الوطن
مازالوا يفكّون شفرة الغياب
