recent
أخبار ساخنة

الحارس علي صلاح بلداوي

كنتُ أعوِّذُ القريةَ بالنَّهرِ كُلَّما شحبَ وجهُها

وصارت تجاعيدُها وشيكةً

وأُبخِّرُ البيادرَ بالصّلَواتِ التي تخنقُ سكرَتها

فتتثاءبُ طويلًا 

فيما تُفَرقِعُ في المِشعَلِ وجوهٌ شرّيرةٌ تَطلُعُ من النارِ ثم تصير رمادًا.


كنتُ الحارسَ الذي شهدَ انطفاءَ الفانوسِ في غرفةِ الفتاة التي كَتَبَت بالحنّاءِ على كفّيها أغنيةً، 

ولفَّتهُما بالخِرقةِ البيضاء ونامت،

الحارسَ الذي رأى الملائكةَ تَسنُدُ جرّة الماء متروكةً على السطح تبردُ ببطءٍ 

فيما أرادت أن تَنزَلِقَ على رأسِ الطفلِ المتوهّج بالحمّى

كنت الحارسَ الذي يأمَنُ لظلِّه الصاعدِ على الشجرةِ وبندقيَّتِهِ الطويلةِ يتامى ووحيداتٌ، وفقراءُ يمرحُ في أمعائهم خواءٌ 

ويهطلُ على أكتفِاهم غبارُ جوعٍ من سقفِ أحلامٍ منهوبة. 

 

كانت بندُقيَّتي غُصنَ زيتون

وبيتي أينما ينبُت العُشب

لهذا

أحرس القريةَ

وبلا حارسٍ أعيش

كأنَّني مبعوثٌ لكلِّ هذا الليل

فيما الفجر عالقٌ في بئرٍ مهجورةٍ على التلّ.


#علي

google-playkhamsatmostaqltradent