recent
أخبار ساخنة

نسرين حسن (صلاة تشبه الضوء)

منذُ ألفي صباح وأنا أصلّي للضوء
بلا مراسمٍ ولا ضباب
بلا ريحٍ تشبهُ الطيور
حيثُ الجبال العالية لا أقدام لها
والنهارُ يمشي أمامي كجنرالٍ
فالتصقُ بالتراب
 وأتعرجُ مع أوراق الخريف وهي تذوبُ من الصفرةِ
الآن أصبحت كل الطرقات لي
ولا أمشي
الحزنُ كله لي ولا أموت
العواصف لي ولا تغطيني الأزهار
أُوقدُ النارَ من الثلج
فيرتعشُ الماءُ بالندى 
أدعو الشمس لتمشي على العشب
فيولدُ جسدي من سماءٍ تشبه الياسمين
وتكبرُ الخرافةُ في قصورِِ البلور
ويهطلُ المطرُ مع القصائد 
سأصلي الآن وفمي أنعشهُ الجمر
انا ابنةُ الفجر
لم يسقط من يدي سوى الورد
حاورتُ القمرَ في الليل
ثقبنا طبولَ البلاغةِ
وأغرقنا الضوء بعباءةِ بوذا
وأيقظنا الندمَ من العدم 
وصلّينا كحقول القطن في العقول
فجرّني الألم لأصرخَ بلا صوت
لأحفرَ كفي بعمقِ الحجر
واحتفلُ بمآثري في الجليد
أشعلُ قلبي على الطاولة 
وأعدُّ الفراشات التي تتناسلُ بالاحلام 
وأروي الحكايات التّي تجرُّ اللوزَ
إلى عدالتهِ البيضاء
منذُ ألفي صباح
والبحرُ هادىءٌ خلف الشراشفِ الزرقاء
وروحي سفينةُ من الأبدية
تبدو كسحابةٍ بعيون الأطفال
تنزفُ الحبرَ تحتَ ضوء القمر
الآن سأكتبّ عن الخوف
عندما يخفقُ قلبي على طرفِ خنجر
سأكتبُ عن الإنسانيةِ بجسدٍ هزيل
عن الحروب والطبول
عن الحناجر العظيمة وفيروز
عن الهدوءِ الساكن في عيني
عن رائحةِ الشتاء والموتى  
وأصابعي تتشاجرُ مع الكلمات 
ولا ترتبطُ بيدي التي تشبهُ رغيفا لا يجوع
أو ربما دمعةً محاصرةً كطروادةَ قديما
تشبهُ عصفورا في روايةٍ
يدبُّ على الحياة 
ليبكي كثيرا
وأنا التي ابتسمُ كجنديّةٍ أخطأها الرّصاص
تنحدرُ النّارُ إلى جسدي
ويهتزّ قلبي فوقَ قصاصاتِ الورق
لتسقطَ حبّاتُ الكرزِ السعيدة
فوق السّطور
تبدو زرقاءَ أكثر من الحب
وتبدو الطرقاتُ مضيئةً نحو السماء
وحدها روحي تتسكعُ وحيدةً تحت الماء
كطفلةٍ تغني بين الزنابقِ البيضاء
google-playkhamsatmostaqltradent