recent
أخبار ساخنة

من يغنّيك/ ناهض الخياط

من يغنّيك

أيها الجنوب الجميل !
أنا فيك أبدا ً... وإن نأيت ْ
فذلك الطائر المبكّر لنخيلك
أو المتجه إليك وحيدا ًفي مسائه ... أنا !
ولن يمرح الهواء فيك
بدون خطوتي
ألا ترى النهر الذي ألبسني قميصَه ُ
كيف يقبّل ضفافك بموجتي !
وظل هُويتي
فلم أنشره على حبل ْ
أو أقلبْه يوما على قفاه
وليس للعواصف ِإلأ أن تكتم أنفاسها عنده ُ
حينما تضرب الأشرعة ْ
ولم تزل قصيدتي به
محلّقة ببياضه ِ
لتعود لي
برائحة النخل عند الظهيرة ِ
وغبَ انقطاع المطرْ
وكيف تمر الزوارق هادئة تحته ُ
في هدوء القمرْ
وهي تلقي على أمواجه الشباك
ومن هناك
بنايات ِ قصبك
أسمع أنينك َ
لقناديلك التي أخذتها المنافي
وأطفأتها اللحود
فهل لديك بَعدهم
من يغنّيك...يا أبتي ! ؟
ليرفع عن قلبك الظلمة َ
وعن شفاهك الرماد ؟
فلك أغنيتي !
ذلك المهرُ الأصيلُ الجميل
الذي أنجبته مشاعري
لينطلق بي بين خضرة البراري وزرقة السماء
وجناحاي اللذان يزفّان بي عبر النسائم
أو يضربان البروق
وأشرعتي التي تغادر منضدتي
إلى الجزر النائية
وهذه يدي التي
تفتح نوافذ الصباح
وتسدل الليل على جسدي حين أنام
وبين هذا وذاك
أسلّمها تارة ًإلى مصادفاتها
وأخرى إلى حدسي القلق المبهم ِ
ليتجلى على ورقتي أبيضَ مثلها
أو تمتد لكتاب ينتظرني منذ شهور في مكتبتي
وربما تشفع كأسي لها
وهي تستعذب ذكرياتها معها
فألوّح بها في خاطري
لأصدقائي الذين أبعدتهم الرياح
ونجمتي البعيدة
التي أبادلها النخب عبرالقصائد ِ
لتظل يدي دافئة ً
بشمعة واحدة
تتراقص ظلالها على منضدتي
وكأنها تريد أن تراقصني
في حلبة الرقص
متخطية شبكات الظلام
فما أحوجني إليك يا يدي !ُ
لتمسكي دفتي !
google-playkhamsatmostaqltradent