(لحدائقكِ تلك المدن القصية سأدعو النهار )
(قصائد نثر )
(أولاً)
ما تسمعين من هتافاتٍ،وما تعاينين من شبيه الاستعراض،
وما كأنه الترحيب ،كل هذا ليس للأفعى،وما كانت الأفعى
سوى دميةٍ،أخذت شكل الأنثى،
هذا لي أنا، أنا إبنكِ الذي لا ذنب للذئب في إشاعة الرعب
الذي تم إنجازه برهافةٍ-بين ملوكٍ و حكوماتٍ-
هذا أنا الذي يحاول أن يثير إنتباه القوارب وهي تتعثر
بالأمواج،رغبةًفي أن يشتعل خشبها عند سريركِ،
فأقول هو الوضوحُ ،وما تسمعين هو الفوضى،
التاريخُ الذي تسعينَ اليه لن يكون من بعدي سوى
خشبة مسكونة بالنمل الأبيض ،فلا تعبثي بما لديكِ
من أحداث،فلا شيء يحطُّ من قدرات الأنثى سوى
مقارعة الحجةّ بالحجةِ،للإطاحة بها٠
(ثانياً)
حقولي الأثيرة التي تركتكِ تمرحين وسطها-انتِ
وما تصطحبين من رعاة و أكباشٍ و البعض من زميلات
الأنشطة الرياضية،لم تكن مصيدةً،كما أوحى مدربُ
الكلاب ،التي تمتلكين عدداً يقاربُ عدد افراد الخدمة
الذين إتخذوا صفة القرابة من الدرجة الأُولى حتى
العاشرة،
منذ خروجكِ منها و أنا لا ورطةٍ لي سوى بضعة أطفالٍ
هرموا سريعاًليذهبوا سراعاً من حضانة ورياض الأطفال،
الى دور الدولة للمسنين،
الطفولة تتساقط كأسنان لبنية،كأيام الأعياد الدينية،
قد لا تشبهين أحداً من عاملاتكِ ،أو من عمالكِ، هكذا أضرمتِ
النار بما حولكِ، من بيانات هي ذاتها الأعشاب القليلة الدهون ،
لتبدو سفنكِ عند أعلى الموج على شكل جوقة طيورٍ أُستُفِزَّ
هدوؤها الشديد الصلابة،فكانت ما إن تهبطَ حتى تحلقَ،
لتتدفقَ الحقولُ التي عند أعلى المنائر،
و كنتِ تعاينينَ ربابنةً كثاراً إلّا واحداً ،لم يعد البحر يمثلُ نقطةَ
أمانٍ،بعد أن قُتِلتْ أسماكه ،و جُفِفَتْ مياهه ،
وما عادت موانيئكِ تستقبل قواربي٠
(ثالثاً)
القميصُ الذي إتّسخَ سريعاًبين يديَّ لم يكن قميصي،
انه معطف الاختبارات السريعة،
أُخوتكِ الأجلاءُ تجار بضائع غير مؤمن عليها،
والبواخرُ التي أضلتْ الطريق اليَّ كا نت مواطنها مجرد
مقبرة لقناديل البحر و عجوله،
وما كنتُ أتوسل اللقاءَ حين أطلقتُ إعجابي بما
تمتلكين من صوت رخيم ،ولم أكن أودُّ أن أكون
رقماًفي سجلات الإستيراد و التصدير،
وكنتُ أهابكِ فعلًا، لا علاقة بما تمتلكين من مخططٍ
لتدميري،
بل بسبب الأسى الذي ستكونين سيدته الأُولى٠
(رابعاً)
ما من إمتحان لما أنا فيه ،قد تسعى اليه إمرأةٌ ما ،
قد تكونين أنتِ أو سواكِ،فالأمر لم يعد مرتبطاً بالأنثى،
أو الجنس أو ما يضمرُ كلٌ من الذكر والانثى، شيٌ ما ،
لا تعريف له،لا إحتراز،لا مناعة،كما لو كان هو برج التجارة
العالمي و ينهار من غير طائرات ،
شيءٌ ما يطلع من اللاشيء،و لذا -سوف و بينما و عسى ،
و كأنه -حين تتشكل ،يتشكل للحرف معنى،لا برامج يتحقق
من خلالها،لا خطط خمسية ،كأنه العدم الذي يتحقق
خارج الزمن ،الربح والخسارة مفاهيمٌ كثيراًما نحسن
صناعتها، كي نؤكدَ أن لا مبرراتٍ من من الممكن أن تشكل
لحظة غيابٍ كليٍ للشروط٠
(خامساً)
في الركن الشمالي من المحمية تخليت لكِ عن فرسي،
لا سيف لديَّ قد أمنحه لسواكِ،
كثيراًما كان خوفي عليكِ يؤجل توجهي نحو السلام،
تلك اللحظة التي ستكشف لي ما يُنسب اليكِ من
تدابير تعتمد تمزيق اوراقي ،و إستنبات ما يشبه
الشجرة،
شيءُ ما يشبه الصحراء ،آثار بدوي يسعى للتواصل
ما يشبه حركة بطون الأفاعي،شمس ما إن تصل سقف
السماء حتى يهطل الظمأُ على هيئة غزالات ،و أنياب
ضباعٍ،
للمحمية ابواب كأنها الافق ،فلا تسلكي الّا ما يوفر لكِ
الطمأنينة،
من اخذ بيدكِ الى سواها،و السلالة تبتكركِ ثانيةً لتكوني
على هواها،
سقفٌ واطيءٌ و طموحات مهملة،و فرسكِ كثبانُ ،
وما هو اقرب لحملة صيدٍ مؤجلةٍ٠