عدنان الفضلي
إذا الله ..
سيّر الغيمة العراقية
وأنزل القطر ممزوجاً بدم الشهداء
إذا المسيح ..
ترجّل عن صليبه
وأوقد في خاصرة الجرح شمعة
إذا العراق ..
تفتقت دمامله
تركل القيح باتجاه الشرق
إذا الأحمر ..
إنتفض على ذاكرته
وشقّ قميص الصمت
إذا الناصرية ..
عادت مدينة تكنس الغرباء
وتطلق الشعر قرآناً فراتياً
إذا الجنوب ..
مسح عن وجهه الغبار
وصيّر القصب معابد للحب
إذا الهور ..
صار بساطاً
يطير الى الشمال
يحمل عراقاً لا فرية تقطّعه
إذا القصيدة ..
إستدعت الناي وغنّت
على نغم يحلحل ازمة الشجن
إذا الدعاة ..
تطالهم صرخة الموسيقى
وتلصق على جباههم لون الورد
إذا المساءات البابلية ..
حجّت الى الزقورات السومرية
إذا المسافات ..
بين الربّ والأدعية
قصّرتها أجنحة النوارس
إذا بيوت الله ..
كبّرت للوطن المؤجل
وبسملت بالحاء تتبعها الباء
إذا الأفئدة المعطوبة بالحنين ..
عادت وملؤها قصائد السيّاب
إذا العين والراء والألف الشامخ ..
يلتصقن بقاف لا تتقلقل
إذا ماحفظنا كل هذا ..
أيصير في قبضتنا غير العراق ؟
