1
الأحلام
التي فتحتُ لها النافذةَ
وآويتها رأسي
لم يبق في الذاكرة منها
سوى الريش
وها هي فوقي
حيثما وقفتُ
فوقي تماماً
تحلق كطيورٍ
محنطة .
2
ما إنْ خرجوا
من صلبك
كماءٍ دافق
حتى كان الجفافُ بانتظارهم...
أولئك أبناؤك
يا أبت ..
لا لوم عليهم
إن تبخروا
ولا ضير عليكَ
إن حبستهم في الصلب
ولكن قبل قذفَهم
إلى الحياة
كان عليك
أن تفكر
بما ينتظر
أبناءك الذين
خلقوا من دمع دافق
يخرج من بينَ الحزن
والقصائد .
3
يوم يُنفخ في الصور
ستأتون أفواجا
جميعكم ستأتون
بينما على تل الدموع
سأظلُّ وحدي
أندبُ الفجر
الذي ذبحوه
وخضبوا لحيته
بالضياء .
4
لا أعرف عنه شيئاً....
سوى أنهم
قد وضعوا الشمس في يمينه
والقمر في شماله
فأبى إلا أن ينام على قصب
لا أعرف له اسما ....
غير أنهم
عندما ينادونه بالقرمطي
أُدرك تماماً
أنه شيخنا
شيخنا في كل الجهات
هذا الجنوب
الذي خرجنا مع العصافير
مبللين بالحزن
من معطفه .
5
تُرى
متى سيكف
عن لهاثه ؟
جسدي
الذي يحاول
اللحاق
بي
؟
6
ما عاد بوسعي
أن أرد عنك الحجارة
كما ليس بوسعك
أن تردي السكاكين
عن نحري
كلانا عاطل
أيتها الشجرة
في هذا العالم
الذي يذبح
كل شيء أخضر .
7
ترى من أين
لزهرة واحدة في الروح
أن تتصدى
لكل هذه الفراشات المفترسة ؟
التي تطلقينها عليه
وماذا بوسع
شاحب مثلي
لو صادفك ذات ربيع
أن يفعل ؟
غير أن يرميك بدمعة خضراء
ويتوارى بين الشجر .
------------------------------