صوت إِحْتِشَاد .. هاهي .. شوارع بغداد
- الجوع والتسول .. ما أكثر الفقراء
لفت انتباهي طفل صغير يجلس على الرصيف ويبكي.
- ما بك يا عزيزي؟
« عماه أنا ووالدتي لم نتذوَّق طعم الأكل منذ يومين، أجمع العلب الفارغة لكن ذلك لا يكفي .... جسدي متعب جدًا »
_ سأشتري لك كل ما تريد....
كل شيء يا عماه !
نعم يا عزيزي كل شيء....
لا يا عم .. أنت لا يمكنك أن تمنحني كل شيء!
لماذا؟
كانت لدي أحلام كثيرة، أطير فرحًا في حدائق العراق، أعيش طفولتي، العب مع أصدقائي، أستيقظ صباحا، أحضر واجبي، أذهب إلى المدرسة لكي أتعلم، أكون مجتهد، أصبح طبيب كما حلمت ذات ليلة.
تجمع كبير .. سماع قصته .. بكاء شديد
- الألم كبير وقد أثر بهم جميعًا.
حينما يكمل ويقول: تلك العلب الفارغة لم تكن كافية ... التسول هو الحل الوحيد الذي وصلت إليه ... أنا لا أريده لكن مجبور.
- والدتي تنتظر رغيف الخبز، جدار يحمينا، غطاء نظيف
أما الأغنياء .. في بلدي .. ضجيج ترفهم عالٍ .. غباء
« يتصورون أنهم يشترون السعاده بذلك المال »
في بلدي .. لا تتحقق .. أحلام صعبة المنال .. ذئاب مسيطرة.
« الصراعات والنزاعات الداخلية واللامساواة يحددان ملامح الطفولة لدينا »
نعم ، إنني أعلم سوف يمر الوقت بسرعة وأصبح شيخ كبير ... لكن سيبقى السؤال ؟
من قتل أحلامي ؟