صديقي
القبح لا زال
يلتهم الأشياء الجميلة
ببساطة شديدة
وبلا انقطاع
كأننا لا نراه
تمامًا كأننا لا نراه ..
جدي
صديقي لا زال غائبًا
والقبح لا زال يعرف كيف يلتهمنا
جيدًا
وكيف يشهد علينا جيدًا
أيضًا ..
جدي
لا أحد في وسعه أن يتحدث
عن صديقي الغائب
منذ سنوات
لا أحد
فالمدينة باتت مهددة
ثمة غولة سوداء
تتجول هُنا وهُناك
تنهش القصائد
والزهور
والحكايات
واللحوم البريئة
وغير البريئة ..
تنهش أية محاولة للفهم
أو السؤال ..
جدي
لا أحد في وسعه
أن يفعل
ما كنت تفعل
لا أحد في وسعه جعلي
ابتسم
وأنا أنتظر عودته
مثلما كنت تفعل ..
جدي
كيف كانت كتفك الضعيفة
تتحمل أرجلنا المزعجة
وكيف كان صوتك
وأنت تقرأ لي
على هذا النحو الرائع..!
(سلوى عبدالحليم)
مصر