recent
أخبار ساخنة

محاكاة مشهد قتلٍ بالبطيء ... ضرغام عباس

محاكاة مشهد قتلٍ بالبطيء 

آلهةُ الشوارعِ تغورُ نحوي
مُكلّلةً بجماجم الغرقى.
كلما طُرِقَ بابٌ 
هربْتُ، 
لا أقوى على مواجهتها، 
فأنا الذي لا يُقالُ عنه:
"هذا الشبلُ منْ ذاكَ الأسد". 

 طُحلبٌ بائسٌ أنا، 
فأرٌ مذعور، 
و داخلَ صدري كثبانٌ من التبغ، 
موتى يقتحمون بابَ الذاكرةِ، 
يعبرون صحراءَ الضمير 
ويحلّقون بسقفِ الغرفة 
سحابةَ دُخان. 
شهدتُني عُكّازًا،
وكلُّ الأيادي تُعَوِّل على رأسي، 
لا مقبرةَ سوايَ. 
الأيادي التي مسحَتْ على رأسي 
خبّأْتْ بين راحتيها رَصاصةً جبانةً. 

أذكرُ أنّي رأيتُ حيدرَ مرةً
عند بابِ المئذنةِ 
يسألُ الربَّ عن قتلةٍ 
صاروا ملائكةً! 
وأذكرُ يومَ ابتلعَ النهرُ حيدرَ. 
سرْتُ في رؤياي
إلى آخرِ نقطةِ حبرٍ نُقِشتْ
على زورقِ السؤال.
لم أغرقْ
لكنّني جُننْتُ،
صرْتُ أرنو إلى (الطاهر وطّار) وأقول:
ماذا لو عادَ حيدر؟ 
مَنْ سيحزنُ أولًا، 
الملاكُ الذي ستُخَفَّضُ رتبُهُ 
إلى قاتلٍ مُبتدئ، 
أم عودةُ أبويهِ
إلى الدار المستأجرةِ؟

شبحُ الإجابة ينهرُ أسئلتي
كريحٍ تنهرُ ضباباً 
يُدحرجُني كعلبةِ كولا. 
صرتُ أهرولُ من شارعٍ 
إلى شارع 
أصرخُ كالمجنون:
ها أنا ضرغام عباس
آخرُ بيدقٍ منْ رقعةِ تشرين
أقطعُ الصراطَ مرتجفاً
رغم مدخنةِ حياتي اللهّابةِ بالجحيم.
احترقْ، أيُّها الجزّار، 
يا واعظَ الجمعةِ،
ففي جُحركَ شيطانٌ يقاتلُ الربّ.
يا مهدَ القيامةِ، احترقْ؛
لأزيلَ عنكَ رداءَ الله،
وأعودَ إلى حظيرةِ الإنسان
متوّجًا بطوقِ الحقيقة.
google-playkhamsatmostaqltradent