إطمئن أيها الموت
لا تُتعب عزارئيل بعد الآن
الحربُ كافيةٌ
لصادراتِ أرواحنا المسلفنة
المختومون بالفقد
العابرون بلا جناح
أخوة الوداع بالرضاعة
وحدهم يجيزون
سمات العويل العراقي
لمن انتظرن
فرج عودتنا الفائت
وأنا في الستين
أدرك أن لا ربيع لي
ومن الشجاعة في ذكرى ميلادي
أن أضعَ عدداً من الشمعات
يمثلن بقايا ما يمكن أن أعيش
ومن الشجاعة أيضاً
أن إرمي شيبي بالثلاثة
وأُقبلكِ وَسطَ الكرادة
هي البقعةُ الوحيدة
التي تمنحُ " كان " حاضراً
و وقتاً إضافياً للحب
وتزيلُ عنها النقص
وتتيحُ لمن تتلمذَ في المعابد
الخروجَ عن نصِ الوقار
بمقدارِ رشفتين ونسيم
يا موتُ
يأنُ النُّهير تفطراً
على المنثورين توالياً بالأسى
أولائك الخائفونَ من أمسِ قلبهم
ويخشون رؤيةَ رفاتهم بهيئة وردة
عند فتحِ كتاب ٍ عتيق
يا موتُ
المناجلُ لاهثةٌ
القطفُ محتومٌ
والبوحُ في تشرين
فتحٌ بعيد ...
حيدر_نضير.
العراق
