(البحث عن الجنوب في الشمال)
( قراءةل—قرابين —منذر عبد الحر)
( رابعا) —اخطاء ترك البيت الأول/الرحم —
انها التهم التي تستند على أخطاء لم يتمكنْ الصبي المهاجر أن يتخلص من أنقاضها،—انها خطأُ تجاوز البيت الأول /الرحم —والذي لم يكن للشاعر يد ٌ فيه ،هذه الاخطاء تخلق حالات الاحساس بالذنب ،
(أليس هي الحال التي قال عنها وفيها المعلم /الشاعر -ابو العلاء المعري -هذا ما جناه عليّ ابي -) يتبعها ثقل هائل لكتلة من الندم الذي يدفع بالفرد نحو الإنحسار -الانسحاب المنكسر و المهزوم-لتبدأالهزائم بالنمو وسط أرصٍ بكرٍ،
عند هذه النقطة -ظهور الإنكسارات -تبدأُ المراجعات /بعثرة الماضي و البحث عما يفيد و ينفع من أسلحةٍ و أعتدةٍ و مواقف،/ الاستذكارات الذهنية،والفرز /الحسابات التاريخانية، للنفس،للمنجز ،لما له وما عليه ،انها الحال التي بحاجة الى صفاء ذهني ،و إستقرار فكري ،بعيداًعن التخبط و الغموض و الضبابية،والوقوف وسط دائرة السحر /اللغة،و التبعية للمنجز السابق /ماضوياًو آنياً،
فما زال الرجل / المهاجر يحملُ. أكداساً من الأدلة،و
- خارطةًتؤدي الى مدنٍ مأهولةٍ-ص٣٨
الّا إن الإحساس بحالتي الندم و الذنوب لا يمكن ازالتهما او التخلص منهما،الّا بالدخول في مجال -الفضاء المطهر -حيث يتمكن الإنسان من ارتداء غبار فصاءاتٍ تربطه بالقلق المشروع ،وانعدام الثبات ،و الخروج نطفاًبيصاء الصفحات كما ولدته امه،بعد أن يكون قد خلع ما عليه من اوشام الماضي و حرق السفن —كما فعل جدنا طارق بن زياد للتخلص من الردة
والتفكير بالعودة الى خط الشروع،-
انه الإعتراف ،و طرد ما في النفس من ألمٍ و حيرةٍو تيهٍ،
فعبر اعترافاته العديدة ومحاولاته الشكلية المتعددة المنافذ يحول الشاعر ان يصل النقطة التي يروم الوصول اليها،
في -العليل -يلتجيء الى منفذ الدعاء ،انه دعاء الزهاد و المتصوفة،دعاء الحكماء والمتقيين،(الم تكن شمسك حضوراً بلون الأدعية )ص٩
ليشكل لب شكواه ،و إعلان توبته و زخّ ألمه،على بياض الورق،من أجل التخلص مما علق به من أدران الماضي /التاريخ،و ذنوبه -غباراًو ذكرياتٍ-فعبر - تناص-كما يسميه أو -اقتباس -او -وقوع الحافر على الحافر -كما أسماه الأوائل ،يأخذ مفتتح الأدعية،-اللهم إني أسألكَ-،و عبر مفتتح-هو الذي رأى -الذي يذكر القاريء بأب اسلاف الشاعر -گاگامش -و منفذ قرآني -و يسألونك عن الألم-ص١٠٥،و يسألونك عن الروح قل،و كذلك ظهور منفذ لتناص ذي جذور دينية عبر تسمية الافراد القريبين منه -شهداء /موتى /احياء مفقودين -بأسماء امهاتهم ،
فهذا -ثائر بن زكية،-
و ذاك - عارف بن سليمة- و كذلك يحاول الشاعر ان يضع القاريء أمام اسماء لمسمياتٍ يقترحها هو لتتلقفها نحن،فأسماء مثل -ثائر -و دلالته للرفض و خلق الثورة،و -عارف-و دلالته للوعي و إمتلاك المعرفة و المعلومة ،أسماء تمتلك التجاوز و عدم الثبات،
هذه -زكية -الخاليةمن العيوب و تلك -سليمة - البعيدة عن المثالب و العوق ،إن مزج الواقع بالماوراء/الميتافيزقية يمنح القصيدةأجواءً متعددةَ المستويات ،مكتنزةً بما يسمى الشعرَ الذي يقترب من السحر،
و،ذلك يأخذ —يا دنيا غرّي غيري -ص٦٥ من أمير الكلام -نهج البلاغة-
و رغم قرابينه واعترافاته فإنه ما زال ينظر -نحو الحركة والفعل و المغامرة
والاشتعال - نظرة عاشق و محب لا يريد ان تنطفيء شعلته،ولا أن يتوقف بمواجهة امانيه،-
فلم تكن نذوره و أضاحيه سوى ثمن هروبه -هجرته- من-الظهيرات - الى - عزلة رجولته -و إعتلائه السطح و تعريته ل -حبل الغسيل -و تضميده ل-طائرته الورقية-و منحه اياها
-خيطاًمن دمٍ
و شوارع مطفأة-ص٤٨