recent
أخبار ساخنة

(حميد حسن جعفر ). (منذر عبد الحر )( البحث عن الجنوب في الشمال )

(حميد حسن جعفر ). (منذر عبد الحر )

( البحث عن الجنوب في الشمال )

( قراءة ل — قرابين —منذر عبد الحر )

( اولاً) شمال الفتى الجنوبي 
إنَّ صعود الفعل -اللفظي -على سطح القصيدة بدلاًمن -الحدث - الفعلي يدفع بحالة الشعر الى الوراء ،اذ استطاعت اللغةُ بصورها و تراكيبها أن تكون في مقدمة المنجز للشاعر،و بالتالي إفساح المجال للتسطح،بأن يجعل المبدع والمتلقي في حالة استغفالٍ كثيراًما يحدث حين تتصاعد الصور الجميلة و التراكيب التي تخلب اللب ،اذ كثيراً ما يتحول الشاعر الى صياد صور ،و تزيحُ الفكرَ،مجتاحةًبياض الورقة -عذريته-خالقةًحالةَ حمل كاذب ،وتكاد تكون قصيدة —حتى اول العصافير اليك- مثالاًعذباً للتسطح الكمي و ليست للتكتل النوعي،
اذ أن منتجَ -التسطحات الذي يبدأ بتشكيلة - كان لي أن - يحاول ان يبتلع كل ما يمتلكه الشاعر من قدرات ساحباً ايّاه نحو ضفافٍ تكون السباحة فيها آمنةً،و المبدع ضمن الخطوط الخضراء ،اذ لا ممنوعات ،ولا تجاوزات ،او خروج عن المألوف،
انها التوبة التي منعته من اجتياح المحرمات والقبول بالإياب انتصاراً، فعبر تراكمات -التائب-(التي اسماها الشاعر -الهالة- كما لو كان يمتلك بعض ما للقديسين )يبدأ الشاعر غربته مغرقاًمتلقيه -القاريء-بفيضٍ من الندم والأسى على أخطاءٍ لم يرتكبها،و أصدقاءٍ غادروه تباعاً، فمن خلال عشر نوافذ يحاول -المصدر /المنتج للشعر- الشاعر أن يخلق له إجازةًلمدِّ عينيه و متابعة ما تركه خلفه ،علَّه يجد من يتبعه ،حيث تبدو الوحدةُ وحشاً لا يعترف بالنذور التي تتيح له تقليب التواريخ علَّه يعثر على ما يمنحه الوقوف وسط عالم متحركٍ،/متغير ينسى العثرات و ينفر من الآثام،الّا ان الدائرةَ تبقى ملقيةًسحبها على الجنوبي النازح نحو الشمال لتبق الحال ثابتةً-كل شيء يبقى على حاله-تلك الدائرة تبدأ و تنتهي و الشاعر يمسك بطرفي الحبل الملتف على العنق،فضمن قصيدة -كل شيءٍ على حاله -و داخل فضاء التسطيح التراكمي يوزع -المبدع-تنويعاته الجميلة عبر الوان من الصور تتسع لتتآكل كما الامواج،و ليست كندمٍ يبدو ككرة الثلج كلما تدحرجت ازداد حجمها،فالعناء والحزن جاءا نتيجةً لخطأٍ تساقط من خيمة الخيانة، التي اورثتها لمفاتنه —طيور الجنوب — التي كانت تشكل اخطاء -قلادته - و الأرثَ الوحيدَ المجبر على الاعتراف به و التمسك بوحداته ،
إن الاصدقاء لا يمنحون الفتى الجنوبي غير الخيانات التي تتناسلُ كالبعوض،لتكون نطفها أخطاءً،و بيوضها انكساراتٍ و ندماً،وسط سلسلة من الفضاءات ذات الحلقات المتداخلة،والتي لا تبتغي من صاحبها فكاكًا،
(أصدقاء ————خيانات
أخطاء ——— ندم
اعترافات ——— نذور 
قرابين ——-أصدقاء )
إن الزهدَ ليس هو التقشف، و التقشف ليس هو البخل ،وما بين هذا و ذاك يذرف الشاعر دموع ندمه علّه يصفي حساباته مع ما مضى ،
(الماضي الجميل الذي لم يترك سوى الندوب ،و الامل المحفوف بالنسيان )

(ثانياً)
( كم جميل غبار الماضي )
إن الزهدَ بالحاضر يدفع بالقاريء نحو الماضي ،-التاريخ و غباره -و إن كان الإنسان لا يستدعي من الماضي سوى الآلام ،الّا ان الشاعر يقلب المعادلة ،ليكون الجميل هو الماضي ،—الحاضر المسحوب من العمق السوقي نحو سطح المستقبل،—غير ان السحب عبر النقطة الواحدة، يتحول الى حاضر واسع عبر عدم الإكتفاء بالحالة الواحدة،بل طمعاًبالحالات، بالتالي تتم عملية توزيع -الشعرية—تمزيقها- على العديد من محاولات السحب، التي تقلل من قوة الإضاءة، الفعلية للحدث -الثيمة- للموضوع -ومن ثم ضياعها —ملامحاًو تأثيراتٍ—(كما الابرة وسط كومة قش)
إن -العليل - الذي يبدأُ الشاعر-ندمه-عبر مقاطعه -متألماً-يكاد يجتاح معظم الأسماء التي تلي -القلائل العشرة- تبدأ بالوحشة والحرب والشك،والتراكمات والفزع، والاسى، خمسة من الاسماء العشرة تدل على حالات غير مستقرةٍ،تتلوها حالة من التقابل -المرايا-و أخرى من البدائل-الدمى-و ثالثة من السوق -الرفيف-و أخرى ما قبل الأخيرة ،حالة الصراخ -الرفض والندم ،ليقفلَ قلائله /جمع قليل بالتعاويذ مقترباًمن السحر —الشعر لينهي الشاعرُ- حاله وحال القاريء - حيث ابتدأتْ القصيدة،—الندم الذي هو شريكه في الخلق ،والاغتسال من وسخ المعارك، وشظايا الاخطاء،
إن الإنفتاح على المنجز الشعري الجمعي ليس كافياًلكتابة قصيدة حديثة ،بل التجاوز هو المطلوب، لان الدخول الى عالم الحداثةمن غير بينةٍ/دليل ابداعٍ وخلقٍ لن يمنح الشاعر َ شارة المبدع،أو جواز الشعرية،فالتفردُ مطلوب ٌوسط عالم ضاج بالمتشابهات،/المتماثلات،
في عتالو الظهيرة— حيث يسمى الشاعر /المبدع المتفرد ب-الوحيد - يحاول الخالق الأرضي ،يحاول أن يضع ملامحاًخاصةًبه و -له غناؤه- غير إن الخسائر ما زالت تلاحقه و الهزايم التي يحاول ُأن يخفيها تشكل معظم إرثه،إنه يبحثُ عن النهار وإن كان عبر الحروب،محاولاً الإلتفات الى الخلف من غير ندمٍ، كما لو كان صفحةًبيصاء ،ولم يكن في يومٍ من الايام،طرساًمن الطروس،
ف-عتالو الظهيرة -أصدقاء يتنقلون عبر سبعٍ من المسطحات -الالغام -ليقيموا إحتفالاً،يكون الشاعرالشاهدَ و المحتفى به ،مفجرين لغةًوتراكيباًقد لا تحتاج الى هكذا كمٍ من الركام الصوري،-الصاعدات-
وكما هي الحال في معظم قصائد قرابينه،اذ تظل -ثيماته-حبيسات دائرة جماليات اللغة ،و سحر الصورة،ف -القتلى المعتدلون - يحاولون ان يدلوا بإعترافاتهم من غير إحساسٍ بالخيبة،و الخذلان ،حتى تكاد الهزائمُ ان تكون فعلاًطبيعياً،-وليست الخسائر- كالإنتصارات ،
عبر رباعة -لنا -هكذا يبدأُ القتلى محاضر -استجواباتهم -ليريقوا كما البحر وحشتهم ،و ندمهم ،و أخطاءهم و اثاث ماضيهم الذي يحاولون -ان يرتقوه- بدلاً من الغائه و خلق الجديد،
فالجدة /الحداثة تحتاج الى امتداد حياتي لا الى قتل مستمر ،و بالتالي يسلبهم الشاعر حقوقهم ، بأن يستأذنوه العودة الى مدنهم ذات -الخيول /القوارض- ليضعوا القتلة في واجهة الاتهام ،و ليتجولوا وسط مدنهم التي لا يمكن أن تتكرر،

يتبع
google-playkhamsatmostaqltradent