recent
أخبار ساخنة

يوسف حسين/العراق

لأنكَ تغنّي
كنتَ عصياً على الحربِ
ولأنكَ عصيٌ
تشتهيكَ الضياعات في أواني الظمأ
الحربُ التي تنضجُ رغيفَ جوعِها في تنانيرِ مانملك
لآحقتنا الخسارات
نتعثرُ في حقولٍ الأرقام 
نحبو على قذائفَ باردة 
نشوي بساطيلَ تقدمنا على ولآئمِ السرفات 
ولأنكَ مولّعٌ جداً بهذهِ البلاد
طويتَ أفياءَ دمكَ مع التسابيحَ والتوابيتَ صناديقَ مدخرّاتِنا الموجعة
ضفائرٌ ومواعيدٌ فائتةٌ مع حلاوةِ أعذارِانا الكثيرة
كلُ ذلكَ لأنكَ تغنّي
لاتغنّي
سلْ المشردينَ معَ ( وشالة ) زجاجاتِهم الفارغةِ الا مِن الخيباتِ
مساءٌ لايورق بما غنيّتَ
خذلتنا النياسمَ ودروبِ الرجعةِ
الرجعةُ الأولى كما القذيفةُ ال 21 الأخيرةُ المنسيّةُ وسهواً في مدفعِ النصرِ المنهزمِ 
والذي يشغلُ الأنَ وظيفةَ الأحتفاءِ بالرؤساءِ الضيوفِ 
في أيامِ القصفِ الصديقِ والنيرانِ الصديقةِ
تفّ على هذهِ الصداقات
غنّي
فلا شيَء يَتماهى مَعي
لو كنتَ أنتَ
بصحبةِ الغروبِ والخنادقِ الموحشةِ وأعقابِ السكائرِ في حفلاتِ الشايِّ والتبغِ والأكاذيبِ
لاتغنّي ( وهذا فعلُ أمرٍ ) يتقاطعُ معَ هروبكَ
في معاطفِ الحربِ المبلّلةِ بالحنين
نتحايّلُ على الحصةِ الأخيرةِ في المدرسةِ والمعّلمةِ المالحّةِ بالعرقِ اللذيذِ تؤجلُها لأخرِ الليلِ
والأسّرةِ البائسةِ بالشراشفِ وثقوبِ السكائرِ وهي تشربُ فلترَ نهاياتِها
في شارعِ المتنبي
حيثُ الأدباءُ يتنافسونَ على عذريّةِ المطبوعاتِ والعناوينِ المغمورةِ في الرفوفِ كانَ الوقتُ يمضي وحيداً
وباعةِ الشلغّمِ يطبخونَ الملحَ على الفراغ
ويتعمدّونَ اهمالَ ماسالَ من الدبسِ على حافةِ العربات الخشبية
لتحتفيَّ أكمامِهم المهملةَ مع الأزرارِ
بما غنيّت
وتغني

يوسف حسين/العراق
google-playkhamsatmostaqltradent