recent
أخبار ساخنة

( حميد حسن جعفر). ( منذر عبد الحر)(البحث عن الجنوب في الشمال)( قراءة في —قرابين —منذر عبد الحر )

( حميد حسن جعفر). ( منذر عبد الحر)

(البحث عن الجنوب في الشمال)

( قراءة في —قرابين —منذر عبد الحر )

(ثالثاً) خارطة المدن المأهولة )
في (اعتراف-ه- المتأخر )حيث تكثر الاعترافات من اجل التخلص من الذنوب ،و يتم الغفران -ذو المنحى الديني-و الإحساس بالنظافة التي إعتادها و إعتادته فأصبحت من مقومات حياته،لا يحيا الّا بها ،ولا ندم الّا به،
هذا الولد الجنوبي المثخن بالإعترافات يقف أمام بعضه ممتلئاًبالأخطاء والآثام،باحثاًعن جنوبه في شماله ،وعمن يرثيه في حياته،فلا يجد سوى مساحة قدمٍ مربعٍ من الأرض القلقة،و صوته الذي أتعبته الصبايا،و أثقله الشجنُ،الذي يتمسك به بعد العثور عمن من الممكن أن يستند عليه،ويقف الى جنبه ليعبرَ عن رجولته بالقميص الذي —قد قُدَّ من قُبلٍ— ليلحق —اعتراف-٥- المتأخر —بآخر، فإذا كان الإعتراف الأول لشجيرة الطفولة فالثاني للكفة الثانية،بما فيها من —ابناء و خيول و سنوات وأخوة ،وأم وأب،و أصدقاء محاربون و أربعين -عثرة-و خزائن لتكديس الدم والأصابع —
 و للمرة الثالثة يقف الشاعر أمام مرآته ليدلي بإعترافاته عسى ان يحافظ على ما معه من (أكياس من الأدلة 
             و خارطة تؤدي الى مدن مأهولة)ص٣٨ 
إن الوحشة تدفع بالصبي -الفتى- نحو -جنوب الجنوب - حيث الصحراء،لا نحو حضن الجغرافية البشرية ففي قصيدة — الفراشات التي يحبها الشاعر —نجد الفتى معترفاًبعدم رؤيته للعالم والذي تكتسحه و لمدة سبع من الاعوام العجاف و بجانبهاالمعترف الأول /الشاعر بأن القمر له إعترافه أيضاً،من —إن الرجل الذي رآه الشاعر مقابلاًله في المرآة—لم يكن سواه-الصبي الجنوبي ،الذي غسلت عصا المعلم يديه من ادرانها،و لكن أسقطه في العزلة،حيث الإغتراب عن الواقع، ليبحث عن السباحة شمالاً،
إن سيطرة اللغة على الشاعر يدفع بالقصيدة نحو —التآكل الموجي — عبر توزيع الأثر على مساحات —مقاطع /سطوح—على أكثر من منفذ ،
فقصيدة -فرائس- توزعت على مقاطع بددتْالفعلَ،و بعثرتْ المدثَ،و بالتالي فقدت قدرتها على التصاعد ،او ما يسمى بالمسرح افعال الدراما والذي يجب أن يحدث لدى المتلقي /القاريء،المتمكن وعياًووادراكاً و معرفةً،
فمن مجموعة القصائد الخمس والعشرين لم تتخلص منالتسطيح و الكتابة الأفقية سوى القليل ،أنا التي وقعت فيه مصيدة التسلل ،و -أُغرِقتْ-بالتوزيعات فقد بلغت سبعة عشر قصيدة،
القصيدة الافتتاحية المسطحات 
هالة التائب التائب ١٠
كل شيء على حاله. كل شيء ٥
اعتراف متأخر ولدك ٥
اعتراف أيضاً. لي ٥
اعتراف خدي ٥
أنا أيضاً. أنا أيضاً. ٢
فطام. كدتُ. ١٦
مثول أمام المشاجب أفترض. ٣
عصا المعلم يقولون /أقول /سيقولون. ١٢
حتى أول العصافير كان لي ١١
أكاسيا. لك. ٥
ندم. بقليل ١٠
عتالو الظهيرة. الوحيد ٧
قتلى معتدلون لنا ٧
العليل. اللهم /معذرةً. ١٣/         
          
                يتبع ——————————
(رابعا). المركز والمحيط
إن الإبداع عامةً و الشعر خاصةًلا يمكن الوصول اليه والهبوط في فضاءاته الّا عبر نظام النقطة /البؤرة /المركز لا نظام -التشظي /المحيط ،وعن طريق العمق لا التسطح،و لأن اللغة و كثيراًما تطفو على السطح بفعل جمالياتها ،ساحبة المقاتل /الشاعر نحو السهول الجميلة،الأليفة القريبة من قلة الاجتهاد و الجهد المبذول و بالتالي ذهاب الشاعر خلف زخارف اللغة و نقوشها الحسناء و رقودها المتميزة،
إن تسطح سبعة عشر قصيدة في فضاءات متعددة ،وأمواجٍلا تنتهي مما مجموعه خمسة وعشرين قصيدة لا يخدم تصعيد الحدث ،و دفعه نحنو الاكتمال ،و الكمال ،ثم الانفجار و بالتالي الخلق و تثوير القاريء،
الشاعر يتفنن فيما يقول وما يريد قوله، و بالطريقة التي يراها الأفضل والأقرب ،غير ان القصيدة حين يشتد أوارها تعمل على تسيير مراكب الشاعر و انقياده مع التيار و بذلك يفقد الشاعر فعل القيادة،-على الورق وعلى وعلى الأرض كذلك - والتي يتمتع بها المبدعون عامة والشعراء خاصةً،
فالعزف على نغم مشاع رغم جماله و تميزه ،والذي قد يودي لقربه من من دواخل المبدع الى التكرار الموجي الذي يمنح القاريءلغة ولا يعطيه حدثاً،وتراكم المقاطع /المسطحاتيحوي فيما يحوي على تراكم الصوت اللفظي و ليس الفعل الحدثي،الذي يجند الصورة في خدمة الموضوع /الثيمة،
ف-قرابين -الشاعر و منجزها الشعري توزعت على معظم قصائد الديوان /الاعترافات ،حيث تبدأ بالأصدقاء و تنتهي بهم ليقدم -ما يلغي الاخطاء و يمحو المعاصي - أي النذور ،معلنة وقوف الشاعر -ليستْ بأدرانه-تحت خيمة الأخطاء غير قادر على تجاوزها نحو فضاءات ارحب داخلاًفي امتحان أخر أكثر صعوبة ،لكي يدفعه نحو صحراء النسيان ،لكن التمرين /تمرين نسيان الشاعر قاده إرتكاسةٍ ثانيةٍ—-السقوط بالاحساس بالذنب -و محاولات الغائه وإزالته معلناً توبته عبر قصيدة -العليل- مستفيدا -اي الشاعر -من انجازات دينية و دنيوية و انجازات المتصوفين ،(الادعية،المناجات ،و الشكل الدعائي المخلوقي للخالق متخذاًمن افتتاحية -اللهم أسألكَ-نافذةًيدخل من خلالها الى عالم اقل استنزافاًللغة،و اكثر دفعاًللفعل نحو الحدث ،حيث يخيم الخشوع و المهابة على معظم مفاصل اللغة، متنقلاًبين فضاء المبدع الاول /الخالق -السماوات-و فضاء المبدع الثاني الارضي /الشاعر،
ليتمكن بالتالي من خلع ما عليه من دروعٍو ثياب قتالٍ،أثقلته بعيوب التجربة،ليدخل فصاءًخالياًمن التلوث و الفضلات ليقدم قرابينه التي أخذت منه الكثير من قدراته الإبداعية، حيث إن اللغة و جمالياتها و المفردات التي لها من الأنثى الشيء الكثير تكون وفي الكثير من الاحيان السرطانات التي تبتلع القصيدة،لتحولها الى-خراب جميل -تذكرنا بالباص المبدع احمد خلف -
منذر عبد الحر يواصل ندوره التي بدأهامذ كان صبياً،و أضاحيه العديدة معلناًحالة التوبةعبر اكثر القصائد جميلاًو شعرية لإعتمادها على ثيمة واضحة ،استطاع الشاعر أن يستثمرها الى جانبه بعيداًعن التشظي و الخروج ب-خفي حنين -
انها التوبة /توبة العليل التي لا يمكن ان تكون الاخيرة فالفتنة ما زالت قائمةً تجتاح مفاصله ،و الاخطاء تتوالد ،و الذنوب تتكاثر كزهرة النيل ،و البحر الذي عبره الشاعر مرةًلا بد ان يعبره مرّات و مرّات ،لتدور الدوائر،و يستمر الفعل -الخطأ- الإثم،
إن الوقوع في فراغ الاخطاء هو حالة احساس و ليست واقعاً يتحمل الشاعر تبعاته ،فلا وقوع الّا في المحظور،ف-كل ممنوع مرغوبٌ فيه-ولا عبور الّا نحو الممنوع، و الندم لا يعيد الشاعر الى الجنة،و الفردوس هو الشغل الشاغل للمبدعين ،ل
انه الفردوس الارضي البعيد عن الخيانات ،و الخوف الذي غطس في معمعته الكثير منذ-دانتي -و المعري ،وحتى -محمد خضير - فلا غفران للذنوب ولا ندم على فعل لم يحدث ْ،
و إذا ما كانت هناك تهمٌ فهي من أجل خلق حالة تحفيز يستطيع المبدع من خلالها الوصول الى نقطة الإنفجار من غير هزائم ،فالتجريب /المحاولات المستندة على ارضية ثابتة امر لازمٌ و ضروريٌ،و اساسيٌ لولوج غابات غير مكتشفة،و فضاءات ما زالت بكراً، و الابداع من غير محاولة الوصول الى الممنوعات و الغوص بالمحرمات فنياً،و في كافة فضاءات الثقافة،وما يقف إلى جانب الشاعر هي قدرته على المغامرة الكتابية،في الدخول الى عوالم لصيقة -دفينة-لم تتمكن قلة الحكمة/حكمة الشيوخ التي لم متوفر بعد -أن تردع بعضها،إن حكمة الشيوخ -و التي لا تحبذ المغامرة-/النضوجهي التي تزيل الدغلَو تصفي اللغةَ،و تغربل التراكيب و تنتخب الصور لا بخلاًً بالنوع بل زهداً بالكمية/باللانافع ،و بالتالي خلو القصيدة /الفعل من العقد -عقد الفروع والسيقان،و الفائض من الجنوح نحو جماليات اللغة التي تسحب الشاعر لمحيط القصيدة لا الى مركزيتها ،
بيد إن الفتى الجنوبي -الوسيم-الذي إتجه شمالاًلم يكن متهماًالّا بواحدةٍ من آلاف التهم التي تكفي لعشيرة من الشعراء ،انها تهمة التجاوز بحد ذاتها ،انها تهمة الخروج على المالوف ،من الاطراف للوصول الى النقطة،/القلب -السرة-المركز ،

يتبع
ع
google-playkhamsatmostaqltradent