recent
أخبار ساخنة

سأطيل العتاب / ألق محمد

ســـأطــــيـــلُ العـــــــتـــــــــاب ....

البارحة لمحتُ ظلّكِ الوارف بطرف شارعنا،
فَلَحقته!..
وسُرعان ما تلاشى بعد عزوف النسوة عنكِ..
مازالت عيونهن ترمقني  بتلك النظرة التي أجهل سببها،
لا أعلم بما أخبرتهن عني! 
أكره هسيسهن المضني..

ألم تكفِّ من عادتك بعد؟ 
عــــنــدمــا ألـتـــقــــيـــكِ ســأطـــــيــــلُ العــــــتـــاب..

تتبعك روحي بعينين مغمضتين
وتقودني إليك نسماتك العذبة 
 ثمَّ تغمرني بلطفٍ خفي،
لتزرعي دروب روحي بالبهجة وأنا أسمع سعير انفاسك 
أحترق،
فأدنو..
دعـــيني أُغنّي بأعلى وجعي؛ وجدتكِ..
قديــــســــتـــي
أيُـــعـــقـلُ أن يكون مجرد عِناق في فراغ!
أمَا ترين انثيال القبل
سيل الدموع
أسراب الوجع المحتدم بوجهي..
شكواي؟.... سراب!
اعلمي...
            ســـــأطـــيـــلُ العــــتـــــاب 

يُلازمني طيفك بملامح بيضاء 
أتحسَّسُهُ بروحي
كمن يتحسَّس وحمةً مدببةً تقع في منتصف ظهره ولا يراها
 يوجعني غيابك الذي مااعــتدته أبـــدًا..

أودُّ إخبارك بأنّ علقم غيابك لايطاق
كل يومٍ بدونك يمر بثقل عتيد 
و أن الثلاثين عاما نهشت أعمارنا 
مازلت أنا وباقي اخوتي نأمل عودتك
أشتاقك جدًا..
و تشتاقك الدار، يفتقدك كُلُّ من فيها..
أخوتي بمزاحهم و ضحكاتهم أثناء الأكل 
عيونهم المغورقة عندما يمر اسمك
تكتم انفاسهم
يفتقدك المطبخ 
الاثاث
الثياب 
الجدران
قن الدجاج
يفتقدك ....  بقاياي 

أودُ اخبارك بأن دُرجك الأزرق قد استولت عليه ابنتك 
وأن عطرك المعتق تلاشى 
ما زلتُ أحتفظ بالقنينة فارغة 
 بين  طيات ثيابي
أود أخبارك أن ابنتك لاتسمح لنا بلمس أغراضك 
ولا حتى العبث بها 
وحدها من يمكنها ذلك
لمَ لاتأخذيني معك؟

 ألايسعني المكان
مثلما وسعك بصورتك مع اخوتي / إلّاي؟
مازلتُ أنتظرك هنا بعتبة الدار لأُعـــاتبكِ

عــــنــدمـا ألتـــقـــيــــكِ....ســــأطــــيــلُ العـِــتــاب

  

11/1
  #الذكرى_الثلاثون_لرحيل_والدتي
 

ألق محمد
google-playkhamsatmostaqltradent