لم يقضمْ غيابُك أصابعي
لكنني.. كلما حاولتُ الكتابةَ
تزاحمتْ الفئرانُ
فوقَ أوراقي..
بحثا عن سطورِ بيضاءَ
لم يملأها الحنينُ
بالثقوب !
لم تجفِفني المسافةُ
كاوراقِ الخريف..
لكنني.. كلما هبّ عطرُك
من أقاصي الحلمْ
تساقطتُ..
مثل دموعِ الاراملِ
فوق..
قبورِ الراحلينَ
قبل أوانِهم !
لم يكسرْ إيقاعُ صمتِك الطويل رتابةَأمواجي ؛
لكنني.. كلما
ابحرَ نورسُ الذكرى
صوبَ مرافئي..
ابتلعَ البحرُ
أسماكهُ..
ومياههُ..
وعمّد حنحرتي..
بالملح !
مذ رحلتَ..
ما زالتِ الشمسُ تشرقُ
مِلءَ فمِها..
تنقرُ العصافيرُ.. الحبّ
من شفاهِ الصباح..
يكشطُ صوتُ فيروز
صدأ الليلِ.. عن نوافذِ
المتخمين بالأمل !
وأنا.. بكل ذهولي
ارتدي اللامبالاة.. وأنهض
بحثا..
عن الألوان التي هربت..
عن سرّ الرماديّ.. ال.. باتَ
يستوطنُ..
شجرةَ قلبي !