( حميد حسن جعفر )يكتب عن ديوان الشاعر البصري ---كريم جخيور
( ربما يحدق الجميع )
( القبض على القصيدة /'القبض على ارابسك الحياة
(( رابعا ))
(( الميثولوجيات ))معارف و مواقف من الممكن أن تشكل الحياة التي تشغل فضاء المثير من القصائد،
البعض من الشعراء يعمل على صناعة الميثولوجيات الخاصة به، عبر الاستفادة من حراك هذه المعارف، على الرغم من أن هكذا تصورات قد تدفع بالانسحاب إلى الداخل و التقوقع خوفا من حراك مضاد،
إلا أن الجانب الآخر من هذه الميثولوجيات قد يؤدي إلى تدمير الكثير من المواقف، و تدفع بالإنسان إلى الذهاب حيث اللجة، بحثا عن العلل و الأسباب، ،حيث النطفة الأولى للشروع بصناعة هذا المفصل أو ذاك من جسد واسع و عميق يجسد حياة الشعوب و معتقداتها و اديانها ،بدءا بصناعة السحر وصولا إلى البحث عن صناعة الأديان والبحث عن الالهة،
****
****
إللاواقع لدى --كريم جخيور ---قوة من الممكن الاستفادة منها في صناعة مبدأ المغايرة،
في صناعة قصيدة لا تنتمي إلى الخمول، ،رغم الهدوء الذي يحسه القاريء في العديد من قصائد ---ربما يحدق الجميع --في هذا النص الذي يمنح عنوانه للجميع يتحرك الشاعر من خلال كائن باحث عن مطموس، ،عن مفصل مغيب
(( زوجتي دائما تسألني
عن ميزان الحق )) ص19
من الممكن أن يكون التساؤل نقطة تفكيك للحياة. و نقطة تشكيل للقصيدة،
الشاعر يعمل على تفجير هكذا قوة ---التفكيك والتشكيل --،و التي تؤدي إلى تدمير خمول الواقع، و إقامة حراك إللاواقع،
أنه يعمل على أن يستنفد البعض من طاقات التناقض الكامن في دواخل الأشياء، سواء كانت من منتجات الميتافيزيقا أو منتجات الفيزيقيا،
هذا التناقض الذي من خلاله تكتمل دورة الحياة /حياة الإنسان و الكون،
الانسان الصانع لطرفي المعادلة والكون الذي يحاول للاكتمال بذاته،
الحياة ليست واقعا مفترضا، ،أو مفروضا ،بل إن المنتمي للحياة، و الواقف خارجها هو الذي يدوزن موسيقى التأثر و التأثير، /معادلة الأخذ و العطاء ،
الواقع وحيدا منفردا لا يصنع ميثولوجيا، ،بل إن مفروزاتها بعيدة عن العقلانية القريبة من الهوس،البعيدة عن الجنون هي التي تمد ما تتركه الشعوب و الأقوام ورائها من أساطير و خرافات و وقائع، تمدها بالديمومة، تلك التي لا يمكن أن تنتمي إلا للاختلاف والمثابرة،
*****
*****
---كريم جخيور ---فيما يتبنى من أفكار و آراء حول قضية النثر --تلك التي تبثها الصفحة الأخيرة من غلاف الكتاب الشعري،
أفكار تنتمي لمستقبل قصيدة النثر خاصة والشعر عامة، بقدر انتمائه لواقع معيش يواجه آخر غيركفوء، واقع غير قابل للترميم واقع يحاول العودة إلى المربع الأول --كما يقال --إذ أن حركة التغير حركة منتجة للبدائل، و قصيدة النثر لم تكن بديلة للشعر بقدر ما هي بديلة للقصيدة المكتوبة المنتمية للكلاسيك /قصيدة العامود،،المنتمية للثوابت، ،تلك التي لم تستطع أن تتحول إلى--- عصا موسى - --
هذه الأفكار والآراء، ،والتصورات كانت مدار إهتمامات قصائد --ربما يحدق الجميع ---إذ أن محاولة اكتشاف الآخرين أهم وسائل التجاوز و صناعة البدائل المرحلية،
القصائد هنا لا تذكر القاريء بقصائد النثر العراقية القصيدة السبعينية أو ااثمانبنية حيث البحث عما خلف الصورة،و التراكيب. عما خلف اللغة،
قصيدة ---كريم جخيور ---قصيدة ممتلئة بالهموم و الطموحات، هذا التناول يذكر القاريء بلحظة عدم الارتواء، وإيمانا بهكذا إشكالية تتوالد القراءات لدى القاريء املأ بحدوث حالة إشباع روحية.
إن دعوته لكتابة قصيدة النثر لم تكن مستندة إلى الفراغ، ،أو أنها منطلقة ضمن حالة تنظيرية، بل إنها نتاج لممارسة كتابية تأخذ من قصيدة النثر حقلا لها، ،و دعوة لتجاوز الثوابت و الانساق ،دعوة لتجاوز اللغة /-الدمية، و مجاورة الروح /الدهشة، و الدخول إلى صناعة الازاحات، حيث الحياة هي التي تتسيد المشهد،
ولأن قصيدة النثر قصيدة منفتحة، فقد كان الشعر كذلك يغترف ما يشاء حتى تداخل ما لديه الإنسان بالوطن،
و الجماعة بالفرد،
والانا بالآخر.
ولأن --كريم جخيور - شاعر يتصف بالمجازفة،و عدم القبول بالمتوفر، فقد استطاع أن يطبق يديه على رحيق الشعر ، على ماء القصيدة،
فالنص الشعري لديه كائن يقف خارج السيرك، /حارج القفص، نص يشتغل على صناعة القلق /صناعة التساؤلات التي كثيرا ما تنتجها التناقضات ما بين الواقع الثابت، و الطموح المتحرك