مُبتعِداً عن حياتي دون أن نتعذر عليَّ الرؤيةُ،
قريباً منها
دون أن أتحسسَ بالملامسة ما فقدتُ
وحيداً دون أن أظلَ
خائفاً
من عدم إحاطتي بشيء ما ،
ملتفاً
مع عدم الاستناد على دعامة قريبة الزوال.
مغمض العينين
بفعل الرعب من خطوات أحدهم
متفتح العينين
على نحو مفاجئ لأسامح الجميع.
قادراً على أن أنسى
أبواباً دامت مفتوحة لحقبٍ طويلة
جشعاً
أريد أن أضغط على أحد
الأزرار لأحبك بضعة أيام عبر النسيان!
♤
أولئك الذين لم يموتوا حتى الآن
سيتسنى لهم أن يقرأوا كلماتي و إن بتجوال أقل.
سيقف بعضهم
مطولاً حول ظل كلمة
و يمر الآخر غير مبالٍ بما أدعي ،
سيكون ثمة موت
لا يُنتبه له
موت يتخفى رويداً رويداً
إنها لعبة
أعني إنها لعبة أولئك الذين لم يولوا بعد !
♤
أرسم حقلاً
و يمكنك أن ترى حبوب الأرز فحسب .
أرسم شمساً
و يمكنك أن تبصر رأساً ملفوفة
رأس تهاجر
عبر الأكتاف في الليالي
و في الأيام أيضاً .
أرسم قلباً
لكنه قد لا يعني سوى غرفة
تلو غرفة
أن الأمر ليس معجزة،
يحق لي أن أحب الجميع
فأفتح الباب أو أوصده بإحكام
أو أحب شيئاً من خطواتهم
فإبقي الباب موارباً إلى الأبد!
♤
أثناء حرب القبائل
أحببتُ أن أكون مسالماً
و اخترتُ أن تكوني رفقيتي،
جلسنا مطولاً قرب المداخن
وحاولنا التسلق دون دروع
حيث توضع الخطط وراء الجبال.
كان زعيم القبيلة
يجهز جنوده للإغارة
و كنا نستعد ليدوم حبنا.
المغامرة أشد مما نتوهم
لقد ظل العراق الآمن في الرحلة
إذا لم تكن الأمور على ما يرام،
التعيس إذا كان ثمة
متسع للهبوط!
♤
عليّ أن أبرز هويتي
لرجال الحرس مع أنهم يعرفونني ،
عليّ أن أمازحهم
مع أنهم غاضبون لأدنى حدٍ من العته،
عليّ أن أخبرهم
بما ينبغي أن أفعله من أجل بلدتي
إضافةً إلى أنها لا تلبي المأمول
علي أخيراً أن أكشف لهم
ما تحت قبعتي،
رسائل قصيرة للإقلاع،
تمنيات مريرة
و صلوات جافة
لئلا تغرقَ الآلهة بدموع القديسين !
♤
يروي لي شخص أنه أحبكِ
في مكان عالٍ ليؤلف على مسامعي قصصاً
لا نهاية لها
نتحدث ليلا إذ نبدو شابين
تحت الأضواء
ثم نكبر من أجل أن نصحح معلوماتنا .
يروي لي آخرٌ الحكايةَ ذاتها
ونحن في السيارة
و إلى هنا
ينبغي أن تسرع السيارة في المطر لنحبكِ معاً
ثم تنزلق في الإتجاه الخاطئ
لأحبكِ وحدي !
♤
أنني عشاق قليلون
يحبونك على قدر ما تبدو الحياة
رماديةً عبر نظارتهم الشمسية ،
على قدر ما يسمح لهم العالم
بشراء عربة للتنزه،
على قدر ما تخطئهم بنادق رجال الأمن
في محطة القطارات ،
يلاحظ أنهم يغادرون
ومع ذلك ينبغي مخادعتهم قليلاً .
يلاحظ أنهم يحاولون القفز من مجسر المدينةِ
لكن الشرطة تجبرهم
على تسليم أنفسهم أولاً
فيطيرون!
♤
كنتُ على وشك أن أحبك بقوةٍ
لا يمكنني التوقف
عندها إلا بعد أن أتحطم تماماً
لكنني نجوتُ
بمعونة آلهتي التي لا أفصح عنها.
كنتُ على وشك
أن أقف لأحب
المخلوقات التي تسرع من حولي،
على وشك
أن ألوح للمرة الأخيرة
لكن حياتنا كانت تتوحش بينما أطوي
كفيّ كخطوط اليد !
♤
على الرغم من أنه لم يكن مطمئناً
إلا أنه لم يكن حذراً،
بدا للآخرين أنه يكتب
لكنه في الحقيقة كان يمررُ يده
فحسب ،
بطريقةٍ مفاجئة أحب
و بطريقة مفاجئة انتهى إلى مأساة ،
يتم التحدثُ عنه غالباً
بصيغة الغائب ،
حياته سريعة ولا تقف إلا من أجل التقاط صورة ،
وجهه شديد الذبول كقمر نصف مكتمل ،
لقد أغمض عينيه ليؤنس نفسه مما في الداخل
و ادعى السعادة من أجل ابتزاز الآخرين
فبكى !
عامر الطيب