recent
أخبار ساخنة

( حميد حسن جعفر ) يكتب عن (ربما يحدق الجميع ) ديوان الشاعر ---كريم جخيور، ( القبض على القصيدة /القبض على ارابسك الحياة ) ((( ثانيا )))

( حميد حسن جعفر ) يكتب عن (ربما يحدق الجميع )
 ديوان الشاعر ---كريم جخيور، 
  ( القبض على القصيدة /القبض على ارابسك الحياة )
   ((( ثانيا )))
                 واذا ما كانت المغامرة المنتمية لشيء من الغموض فيما سبق تشكل علامة بارزة في الكتابة لدى الشاعر ،فقد كان إحساس الشاعر بامتلاك أدوات تجربته هي المهيمنة على ما جاء بعد ذلك ، بل إن الكتابة ضمن مسار قصيدة النثر قد بات يشكل الهم الأول والأخير، الهم الذي لا يدعو إلى إلغاء التحولات في جسد القصيدة التي يكتبها الشاعر نفسه، 
لقد اتسعت مديات التجربة الشعرية ل --كريم جخيور ---حتى بات ممتلكا لما يكفي من الثقافة والمعرفة، من أجل إعلان مجموعة آرائه حول الكتابة المعاصرة، 
أن دعوته الصريحة لتبني قصيدة النثر تشكل منجزا ابداعيا متقدما ،ثم أن هكذا إعلان لم يكن نتاج فراغ ،بل إن القاريء سوف يجد أمامه نماذج متقدمة من حالة إبداعية التزم لها الشاعر قبل سواه، بل إن الواقع الثقافي كثيرا ما يكون بحاجة إلى هكذا دعوات، والتي تحتاج الى شيء من الشجاعة، 
على القاريء أن يضع المنافيست /الإعلان نصب عينيه عندما يدخل تجربة ---كريم جخيور ---الشعرية، لا من أجل صناعة محاكمة، بقدر ما يجب ان يتخذ من دعوات كهذه وسائل و محاولات للوصول إلى منجز ابداعي ينتمي الحداثة، 
*****
--- كريم جخيور ---في --ربما يحدق الجميع ---شاعر ملتصق بالواقع، الواقع الشديد الضراوة،قد يشكل الموت و الغياب واحدا من أهم اسلحته، و لذلك سوف يجد القاريء أن الشاعر أمسك بفن المراثي، ليتمكن من الأخذ بالثأر من قوة الشطب التي تتحكم بالكثير من مناحي الحياة، 
وإذا ما كانت اهداءات القصائد فيما سبق ((الثعالب لا تقود إلى الورود ))من أجل صناعة حس جمعي ،و كذلك استخدام العناوين الفرعية داخل النص الواحد، فإن هكذا هندسة لمعمارية القصيدة سوف تختفي كليا في مايكتب الشاعر الآن، واستعاض عن هكذا فنون ايهامية بالوضوح و الكشف، 
فالخصوم ما عادوا يتخفون وراءه سواهم، بل إن الشاعر لا يخاف من البوح باعداء الشاعر /الإنسان، باعداء الحياة نفسها، 
أن احتفاء الغلاف بشيء من البياض /الضياء (اسم الشاعر، عبر اللون الرصاصي --البارد --والذي ينتمي الى شيء من الحيادية، وبقايا و مزق الصور --بدايات التصوير --الصور الشمسية لكائن ينتمي إلى إلى الماضي، فهكذا وحدات لونية رمزية/تشكيلية، لا بد لها من توفر مدخلا واسعا لفضاء القصائد التي وضع الشاعر لها عنوان --شعر --- الذي يتوسط اسفل الصفحة الأولى الغلاف الخارجي، 
من الممكن أن تشكل هذه الصفحة ما يمثل النص التصوير /العيني، أو بعض ما يمثل النص التدويني في الصفحة الأخيرة، من الغلاف ذاته، 
 *****
*****
    -ثمانية وعشرون عنوان قصيدة نثر، هي حصيلة دعوة الشاعر إلى التحديق،هذا الفعل الداعي إلى المعاين و التأمل و الكشف، والمعرفة، الفعل الذي ينتمي إلى محاولة الوصول إلى مابعد الكتابة /الرؤيا، 
هل من الممكن أن تكون بوابة الدخول إلى مجموعة الكتابات هذه --قصيدة ---ربما يحدق الجميع ---؟
هل من الممكن أن يحدث هذا؟
إنها دعوة إلى الرفض و الاحتجاج،و عدم القبول بالواقع، وأن القناعة كنز لابد له من ان يفنى في يوم ما، 
---كريم جخيور ---يسعى لإعادة صناعة ايام الخلق، من عند نقطة اكتشاف الإنسان لذاته و لسواه، ،إنها دعوة للآلهة القديمة لإنتاج أفعال مماثلة لما سبق، بعد أن عجزت ألهة القرون المتأخرة من إعادة التوازن إلى الحياة، رغم أهمية عدم قيام التوازن، ،فالتوازن لايعني سوى الخمول و الشطب من غير حصول ردات فعل مناهضة 
الشاعر كثيرا ---،بل دائما --- ما يعمل على شد نفسه الى حجر الواقع، رغم قساوة هكذا ارتباط، الواقع الذي لا يقوم إلا على نهوض أسئلة الوجود و العدم و الحياة و الموت و الخلق و الفناء، ،
هذه الأسئلة الكونية تشكل معظم مفاصل الكتابة الشعرية التي يقدمها --كريم جخيور --،اضافة إلى ما يمكن أن ينتمي إلى هموم الوطن و المواطنة، والحروب والاحتلال، 
 الشاعر في --ربما يحدق الجميع -- كائن مستقبل لاشكالات الحياة حيث تسود صراعات القوي و الضعيف. و الدولة و السلطة، و الحكومات و الشعوب، حيث الإحساس بالانسحاق و محاولات النهوض، 
  قصائد الشاعر رغم امتلائها بوجود إلا --نا ---إلا أنه كثيرا ما يقف خارج القصيدة، من أجل أن يعاين و يحدق بما يدور، ،وما ينتج عن حراك كهذا، 

يتبع

google-playkhamsatmostaqltradent