مكائد الورد
قلبُه المغفلُ كان يحتسي
فطرةَ اللبنِ الوديعِ
وزرقتُه الوضاءةُ
تهبُ النوارسَ كركراتِ اجنحتها
صدقَ التوهجِ والغناء
ماتَ ولكنه ظلَّ يسمع
الطعنَ المقيمَ
في مساماتِ جثتهِ
وتساءلَ من يا ترى
ناشبٌ سواده
وسطَ حشاشةِ طينتي؟
قال النهر: وهو يفرد جناحيه
ويرزم ما تبقى من أغانيَ نبضهِ،
لا أُريد السيسبانَ يحنو بأغصانه
على قبري،
ويسكبُ مواءه عندَ شاهدتي،
ربما النهر صار خبيراً
في مواءِ الشجر
هو ميتٌ لكنه لا رغبةَ له
بمجالسةِ الملائكة الكواعب
أو بالأحرى لم يعتد
على سماعِ أغانيهن
أو شكَّ بأن لهن رعشةً
كدفءِ رعشةِ الشجرِ الطري
يمدُّ يديه إلى حشاشةِ طينهِ
يتحسسُ طعنتَهُ ويئنُّ
فتئنُّ على ضفتيهِ القبورُ
يتذكر أنه ميتٌ
فينام ثانية مردداً
كيف يتحسسُ الموتى الخناجر؟
قال ميتٌ: للتوِ جاء
مضمخ مثلي
بطعن شباك ومكائد الورد
إن السيسبانَ
زرعَ عشرينَ لوناً
في تخومِ جلدهِ اينعت
يجرُّ خُطى جذورهِ
نحو سدفٍ معمَّى
كثِّ المكائد والفخاخ
قاطعتُهُ وأشرتُ
له بالسكوت
أردتُ أن
آخذَ بيدهِ
نقص أثر السيسبانِ
وتذكرت إني ميتٌ
فالموتى لا يغادرون
ضفافهم
بسيم عبدالواحد