لاتمنحوا النياشين لونَ الترمّلِ
واهتفوا جميعاً لحافلةِ الجنودْ,
فليس بينهما سوى عشقِ فاتنةٍ
وصبرٍ جميلْ
لاتمنحوها سبباً كافيّاً كي يقومَ المسيحُ,
فقد تحرّشَ الملحُ بعذريةِ المدينةِ
و من "عفاف" سرقَ قدمَها
وحصَرَمَ العشق
في أكمامِ النفيرْ.
......
أبي المطحونُ برُحى
الحربِ
حين أشارَ للأمِّ,
أنْ امنحي شالَكِ لحافلةِ الجنودِ
فثمّةَ جرحٌ هاهنا متعبٌ من بريقِ النجومِ,
وامنحيهِ
العباءةُ المُقصَّبةُ بحلمِ العائدينْ,
هاهنا ياأمُّ ترجّلَ الوجعُ
فامنحيني دمعةً من عينِكِ والياسمينْ,
فأيقنتْ أنّي رحلتُ في زفِّ نعشي
و اتكأتُ على دمعتي
وأهرقتُها للعالمينْ.
......
وإنّي في أديمِ الهروبِ
حُبلى,
جنيني مشوّهٌ,
في الجهةِ اليسرى من حبلِهِ
السرّي
سقطتْ رصاصةٌ,
سقطَ الوداعُ من الإشاراتِ,
من الشوارعِ,
من الشوارعِ للإشاراتِ احتشدْنا هكذا,
دمعاً يزفُّ الجرحَ لمثواه الأخيرْ.
......
أذرعٌ..أرجلٌ
عيونٌ مكدّسةٌ
و جدائلُ "يارا" الملوَّحةُ بالدعاءِ
"شادي"
ياربُّ!
شادي هاهنا,
فليعُدْ
في صمتِهِ البحرُ كما كان جميلاً.